نصائح المحترفين للمقبلين على مهنة التعليق الصوتي

 

يقدّم المعلّق الصوتي المحترف عيسى ديس عدّة نصائح للمقدمين على الاحتراف في التعليق الصوتي بطريقة درامية، وسنلخّص ما تكلّم به فيما يلي، يقول عيسى:

كلّ شخصٍ ينوي الدخول عالم التعليق الصوتي سيكون لديه سبب لذلك، فبعضهم يحبّون مهنة التمثيل بشكلٍ عامّ، والتعليق الصوتي هو شكلٌ من أشكال التمثيل، وبعضهم الآخر يرى أنّ هذه المهن مميّزة وساحرة ويريد أن يكتشف ما بداخلها، والعديد من الأسباب الأخرى بين هذا وذاك، لكن بكلّ الأحوال سيجد القادمين الجدد لهذه المهنة أنفسهم غارقين في بحرٍ من المعلومات، لذا سأنطلق في نصائحي من تجربتي الشخصيّة.

 

أولًا: كيف دخلتُ عالَم التعليق الصوتي.

لم يكن العمل في المزرعة والاستيقاظ باكرًا ثمّ الذهاب تحت شمس الصيف مرتديًا ملابس ثقيلة، لم تكن هذه الأشياء مرضيةً لي رغم أنّ العمل هناك كان مربحًا وتقليديًا، وكان سهلًا من الناحية الفكرية رغم الجهد الجسدي.
وكنتُ أتطلّع لعملٍ شيءٍ أحبّه وأمرّ فيه بمراحل من التطوّر والنجاح خلال سنوات عملي، وكانت التعليق الصوتي هو حلمي، بشكلٍ أدقّ كان حلمي أن أكون علامةً تجاريةً.

 

ثانيًا: يومٌ من حياتي.

قد يكون روتين حياتي مملًا للبعض، لذا عليكم التركيز هنا قبل الدخول في هذا العالَم.
أستيقظ وأراجع رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية الفائتة، ثمّ أتواصل مع استوديوهات الإنتاج التي يجب أن أتواصل معها، ثمّ أبدًا بتمارين الإحماء الصوتيّة اليومية.
أراجع جدول المشاريع ومواعيد التسليم، وأدخل لغرفة التسجيل التي قد أقضي فيها وقتًا يصل إلى 8-10 ساعات.
ثمّ أعود إلى المنزل، وأكرّر الأمر 5 أو 6 مرّات في الأسبوع.
قد يتخلّل النهار حضور دورة تدريبيّة، إمّا دورة خاصّة مع مدرّبي المباشر، أو دورة عامّة في أمور جانبيّة تفيدني في تطوير حرفتي.
باختصار فإنّ روتيني اليومي مرهق، لكني لا أعتبره كذلك لأني أحبّ كلّ ما أقوم به، رغم أنّه أيضًا من أجل كسب لقمة العيش بكلّ الأحوال.

 

ثالثًا: من هم رفاقي؟

أحرص على الاحتكاك بأشخاصٍ جادّين في حياتهم المهنية، لا يصفون مهنتهم بأنّها وظيفة فحسب، لا يقومون بما يقومون به كنوعٍ من الشغف الذي قد يتذبذب، بل بوصفه مهنة حقيقيّة، هؤلاء الأشخاص سيوفّرون عليك الوقت والموارد.

 

رابعًا: العيّنات الصوتية.

أن تعرض خبرتك بشكلٍ جيّد هو أفضل ما يمكنك القيام به، ودفع المال لإنتاج عيّنات عالية الحرفية هو استثمار ناجح مهما كان مكلفًا، فاحرص عل تسجيل عيناتك الصوتية بأفضل الاستوديوهات.

 

خامسًا: التدريب المستمرّ.

سواءً كانت مهنة أو كانت هواية أو رياضة فأنتَ بحاجة لشحذ مهاراتك فيها على الدوام، فكيف إن كانت حرفة كالتعليق الصوتي، أنت بحاجة لأن تكون دومًا من المجددين والمبدعين في مجالك، ابحث عن طرق جديدة في أدائك لأنّ الحياة تتطوّر باستمرار.
أنا مثلًا حصلتُ وما زلتُ على دورات في الكوميديا والتمثيل عمومًا، كذلك أخذتُ دورسًا في التمثيل المسرحي، بل أكثر من ذلك فقد جرّبت كتابة بعض التمثيليات بنفسي.
لا يمكن وصف أثر المدرّب في حياتك المهنيّة، أحد المدرّبين لم يساعدني تقنيًا فقط، بل قدّم لي الكثير من النصائح، والأكثر من ذلك، في مرحلةٍ ما كنتُ لا أفقه شيئًا، لكن أحدًا لم يخبرني أني لا أفقه شيئًا إلى أن جاء هذا المدرب وأخبرني بالحقيقة التي كنتُ أجهلها عن نفسي.
مع ذلك لا يمكنني أن أنكر أنّ أقوى النصائح للعمل في التعليق الصوتي قد حصلتُ عليها مجانًا.

 

أخيرًا تذكّر أنّك شخصٌ فريد، وأنتَ أدرى الناس بنفسك، وغالبًا ما يخبرك الناس عن شيءٍ ما أنك لا تستطيع إنجازه لأنّهم هم أنفسهم لا يستطيعون إنجازه، لذا عليك المثابرة والصبر، فروما لم تُبنَ في يومٍ واحد، كما أنّ هذه المهنة ليس فيها اختصارات وقفزات سحرية، كن جريئًا وحكيمًا واستمتع بعملك.