لو راقبنا الماءَ في سَيْرِه لتعلمنا الحكمةَ منه !


كونوا كالماء .. يجري مع التيار في سلاسةٍ ورِضى ، ينعطفُ بانعطافِ الجدول ويتوقفُ إن أعاقته صخرة ويسقطُ إن قابله جُرف ، يستسلمُ للركودِ إن وجبْ ولا يرفضُ الجَرَيانَ إن آن .. يندفعُ باندفاعِ النهرِ في العاصفة ولا يُشاكِسُ حينما يهدأُ تحتَ أشعةِ الشمسِ المُسالِمة ، لا ينسِبُ الضعفَ لنفسه ولا ينفي أيضًا دعمَ المحيط من حوله .. لا يعارضُ التيار الموضوع فيه ويتجاوز غُثاءَهُ إن أمكن .. يحترمُ ضعفَهُ وحيدًا ويُقِرُّ بحاجته للجماعة .. لا يستميتُ في الدرب ولا يدعُ أحلامه لتُقتَل فيه ، يقرأُ الأقدار .. تلك التي تأتي سهلة ؛ منحًا أو منعًا .. سهلة ، واضحةٌ هِيَ .. لا تحتاجُ إلى قرار .. بل احتواءٍ ولها وقبول .. نصيبًا من الحزن جاءَ أجلُه أو رزقًا من السعادةِ وجدَ صاحِبَه ..
؛ رويدًا رويدًا يا ماءَ البشر .. وهل نحنُ إلا ماء؟ وحياتُنا إلا رحلةٌ مع نهرِ القَدَر ؟

 

عبدالرحمن.ع 02 فبراير 2021