العربية

يا أيتها السماء أخبريني متى ينقشع الضباب؟ فإن سفينة أنا الجانحة على جبل فؤادي لم تعد تجد مسارها.. في خضم هذا التوسل المدثر بالحسرة أوصلتني خطاي إلى خان فطلبت شايا. كنت كشمعة تتوسل الحنان على صدر الليل البارد مغمضة العينين على جوهرة مكنونة فيها. كانت تبحث عن ضالتها المنشودة. احتسيت الشاي وكأني ألف وحدتي المتجمدة بدفئه. قاطع مناجاتي صوت وقور... لا تحزن! قال لي يوما ما ستحل محل آثار أيامك الباكية دمعة مبتسمة فذاك هو الوصل. كان صوتها يرشد العصافير التائهة في فؤادي. متى امتزج حبر عينيها بقلم فؤادي فاقترنت الحروف على لساني من تلقاء نفسها. ها قد وجدت ضالتي. يا إلهي! أشعر أن قلبها ينبض في فؤادي . هي البحر الذي يحتضن دررا كامنة. هي القمر الذي ينير سماء الأفكار المظلمة. هي الصاقل للأحلام المتحجرة. هي من منحت البنفسج رائحة. هي نبضات قلب طفلة مختفية بين رموشي تبقيني على قيد الحياة. هي القطرة التي تصلح البئر الناضبة. هي من تتقن لغة الصمت. هي القادرة على حمل أعباء الأفئدة. تمثلت أمامي بكل جمالها ورشاقتها. إنها اللغة العربية.

شيماء.ي 31 ديسمبر 2021