
الفكرة المبسطة لنقل الصوت الخام إلى برمجيات معالجة الصوت، هي أنه يتم حفظ الملف الصوتي إلى القرص الصلب الخاص بحاسوبك، ثم يتم نقله لبرمجية التحرير والمعالجة، فتظهر على شكل قضبان أفقية، مصحوبة بمعلومات عن الطول الموجي، ورسم للموجة نفسها، ويحتوي الملف الصوتي الخام " قبل المعالجة " على كل شيء دخل للحاسوب عن طريق المايكروفون، وهذا يعني الأصوات المحيطة بك أثناء التسجيل، أخطاء التسجيل، الهمهمات والتمتمات، والهمس، التثاؤب، فرقعة الأصابع، صوت الورقة، صوت جهاز التكييف، وغير ذلك.
ويجب الإشارة لنقطة أساسية في عملية المعالجة، وهي أنك بمجرد استخدام أي أداة في برمجية معالجة وتحرير الأصوات، قطع، نسخ، تكرار، حذف، تعديل جودة الصوت، فهذا لا يعني انك تدخل هذه التعديلات مباشرة على الملف الصوتي المحفوظ على القرص الصلب في حاسوبك، البرمجيات تعمل وكأنها تأخذ نسخة احتياطية من الملف الصوتي وتجري التعديلات عليه داخلها دون المساس بالملف الأصلي، فهي تحافظ لك على الملف الأصلي دون ضرر أو تعديل.
مصطلحات تأسيسية:
تختلط بعض المصطلحات لدى العامة، فنجد المونتاج الصوتي، الهندسة الصوتية، الميكساج، تستخدم وكأنها عملية معالجة واحدة على الملف الصوتي، وكمحترف تعليق صوتي، ينبغي عليك التفريق بينهم، مع العلم أن في حفل الأوسكار مثلاً، هناك جائزتين مختلفتين، واحدة للمونتاج الصوتي، وأخرى للميكساج الصوتي، حتى تدرك أنها تختلف كليًا عن بعضهما، فماذا نعني بهذه المصطلحات، ؟
- مونتاج الصوت Sound Editing: هي تحضير وتصميم المكونات الصوتية للعمل، والمسؤول عنها هو مونتير الصوت ومهامه تصميم كل صوت على حدة، بحيث يسهل التعرف عليه وممتعًا للأذن بنفس الوقت، ولتبسيط الصورة، هذه العملية تشبه عملية تحضير مكونات الوجبة الغذائية.
- مكساج الصوت Sound Mixing: أخذ المكونات من المونتاج الصوتي وربطها مع العمل، بحيث تتناسب مع المشاهد التي تظهر على الشاشة بدقة، وتحديد علو الصوت وانخفاضه حسب مشاهد العمل، والمسؤول عنه هو مهندس الصوت، وبالعودة للوجبات الغذائية، بعد عملية إعداد مكونات الوجبة، ندخل مرحلة تحضيرها، طبخها على درجة حرارة معينة ولوقت معين ومتابعة نضجها، ثم تقديمها بطريقة شهية للزبون، وهذه هي عملية ميكساج الصوت.
- هندسة الصوت Sound Engineering: فرع من فروع الهندسة، متعلق بالجوانب الإبداعية للصوت والموسيقى، فهي متعلقة بالجوانب التقنية للعمل الصوتي، وتختلف عن مصطلح الهندسة الصوتية " Acoustical Engineering " والذي يهتم بمبادئ وقواعد ونظريات الصوت.
- التنقية وتخفيض الضوضاء: Noise Reduction ، هي مرحلة تسبق عملية التسجيل، وتهتم بإزالة الضوضاء المحيطة في المكان الذي سيتم التسجيل بداخله " الأستوديو عادة " بحيث يقتطع مهندس الصوت هذا الجزء من الملف في جميع المقاطع الصوتية.
- التسجيل الصوتي: عملية تخزين الموجات الصوتية Sound Wave على هيئات مختلفة " كاسيت، CD ... " للحفاظ عليها، وما يهمنا هنا التسجيل بمعنى إدخال الأصوات إلى برامج معالجة الصوت الرقمية، سواء مباشرة من الميكروفون أو من داخل القرص الصلب.
- التضخيم و التضعيف Amplitude and Fade : مرحلة مهمة في تناسق العمل، فهي تعمل على تضخيم أو تضعيف للموجة الصوتية، وعادة ما يستخدم خيار الموجة المتوسطة للأصوات البشرية.
- الموازنة Balance : وهي عملية توزيع الصوت على القناتين اليمين واليسار، لكي يصبح الصوت متناسقًا في القناتين، وهي مبدأ أساس في تجسيم الصوت.
- التأخير Delay و المؤثرات الصوتية Effects:
يعتبرها مهندسو الصوت المرحلة الأخيرة لمعالجة المقطع الصوتي أحيانا قبل الدمج, حيث يتم استخدام مؤثرات التأخير Delay تلاعب بالفترة الزمنية و تكرار الصوت أكثر من مرة مع اختلاف الطبيقات, حيث ينقسم المقطع الصوتي لأكثر من مقطع و كل مقطع له فترة زمنية محددة و طبقة معينة. و يضاف أيضا مؤثرات صوتية أخرى مثل الصدى الصوتي Echo و الإرتداد و تغير بيئة التسجيل.
المواصفات الفنية للصوت :
- الدقة، Fidelity : تستطيع التعديل على الملف الصوتي كما شئت بعد التسجيل، ولكن إن كان الملف مشوه يشوبه أخطاء، تصل نشازًا لأذن المستمع، هذا لن تجدي معه أبدًا كل برنامج تعديل الصوت لتحسينه لاحقًا.
- تناسب الصوت مع الموضوع: بحيث تتناسب خامة الصوتي للمؤدي الصوتي مع موضوع الحوار للشخصية التي سوف يؤديها.
- المنظور Perspective : أن تتناسب قوة ونبرة صوت المتحدث مع الصورة والمشهد، فلا يُعقل أن تكون قوة الصوت للمتحدث الذي يبعد عدة أمتار عن المتحدث الذي يجاور الشخصية المحورية في المشهد، لابد من وجود اختلاف وإلا سيفقد الصوت مصداقيته.
- الأصوات غير المحددّة Indistinct Sounds: الأصوات المحيطة بالشخصية المحورة في المشهد، كأن يكون في قهوة، أو في الطائرة، أصوات الناس من حوله لابد وأن تكون مفهومة وواضحة إن كنت ستنتقل بالتركيز على كلمات سيقولها شخص في آخر الصالة، لا تجعل المستمع يبذل جهدًا كبيرًا في محاولته للاستماع لها.
استخدامات المعالجة الرقمية للأصوات:
- دمج الملفات الصوتية مع بعضهم بحيث تنتج ملف صوتي موحد، متناسق.
- إزالة الضوضاء غير المرغوبة، أو إزالة أجزاء من التسجيل وقع بها خطأ ما، أو تعديل أداء ما في العمل " سرعة - طبقة ... ".
- لاستخدام نفس الجزء من التسجيل أكثر من مرة في نفس العمل، أو تغيير ترتيبه.
- لعمل لازمة إيقاعية متكررة من مقطع صغير من الصوت.
- لتغيير طول الصوت لتناسب فجوة معينة.
- لتغيير هيكلية المادة المسجلة، مثلا تغيير المقدمة، تقديم اجزاء على أخرى.
- لتجميع أفضل أداء لنفس المادة المسجلة، من أكثر من مؤدي.
- لتغيير توقيت العمل الصوتي.
- لوضع تأثيرات إبداعية مناسبة للعمل.
كما هو واضح من الاستخدامات أعلاه، فبرامج المعالجة الرقمية للأصوات تقدم الكثير من المهام، وتنجز العديد من الأعمال، فلا غنى عنها في عملية تصميمك لعينتك التعريفية الخاصة، أو أعمالك ومشاريعك التي تفوز بها في منصة سونديلز، فلا عجب أن تهتم بتعلم مثل هذه البرمجيات، ولو على سبيل الثقافة اللازمة لإدخالك مجال الصوت وأدواته.