من روائع الأديب المصري مصطفى صادق الرافعي
أنفسُ ما يُقتنىَ و يكتسبُ
علمٌ يزينُ النفوسَ أو أدبُ
وأشرفُ المعلياتِ معرفةٌ
تدنوُ بها للعلاَ وتقتربُ
وأرفعُ النيراتِ منزلةً
وجهٌ بلألاهُ تكشفُ الكربُ
وليسَ مثلَ الآدابِ واسطةٌ
يرقبُ فيهَا ما ليس يُرتقبُ
ولمْ يكنْ منْ فضيلةٍ بدلاً
مالٌ حوتهُ الأكفُّ أو نشبُ
هلْ نيلُ شيءٍ منْ غيرِ ماَ سببٍ
لكلِّ شيءٍ ترومهُ سببُ
منْ جدَّ فيِ الأمرِ نالَ بغيتهُ
ولاَ ينالُ الأمانيَ اللعبُ
ولمْ يكنْ شافعاً لمطلبهِ
كعزمهِ حينَ يحمدُ الطلبُ
وليسَ للمرءِ منتمىً أبداً
كالفضلِ يزكُو بهِ وينتسبُ
منْ لمْ يكنْ فضلهُ لهُ حسباً
فمالهُ فيِ زمانهِ حسبُ
يبلىَ الجديدانِ و الفضائلُ ما
تبلىَ وتمضيِ السنونُ و الحقبُ
وهيَ على مرهنَّ باقيةٌ
تضفىَ عليهَا مطارفٌ قشبُ
طوبىَ لمنْ راحَ وهيَ أهبتهُ
إذَا أعدتْ فِي المأزقِ الأهبُ
كلُّ شجاعٍ ينجُو الغداةَ ومنْ
كانَ جبانًا لمْ ينجهِ الهربُ
ومَا سواءٌ فيِ كلِّ معتركٍ
بواسلٌ لا تحيدُ أو هيبُ
وما شؤونُ الرجالِ واحدةٌ
ولاَ جميعُ الأنامِ تنتجبُ
شتانَ منْ زانَ ذكرهُ نسبُ
ومنْ تحلَّى بذكرهِ نسبُ .