ال NFTs ودوره في حماية ملكية المحتوى الرقمي

اليوم موعدنا مع مقال جديد يدور في فلك العملات الرقمية والمعاملات التي تتم عبر شبكاتها وكيف وصلت تطبيقات هذه التقنية إلى المحتوى الرقمي.

نشير في البداية إلى أن المعاملات التي تعتمد على العملات الرقمية مبنية على تقنية ال Blockchain وهي التقنية التي تقف خلفها شبكات لا مركزية فما الفرق بين الشبكات المركزية واللامركزية؟

الفرق بين الشبكات المركزية واللامركزية

• الشبكة المركزية

مثل الشبكة التي تربط بين السيرفرات الموجودة في أحد البنوك أو مجموعة من الشركات أو المواقع حيث أنها شبكة تعتمد على أجهزة معلومة ومحددة الموقع مسبقاً ومهيئة فقط للقيام بأعمال معينة.

• الشبكة اللامركزية

غير موجودة في مكان محدد ولكنها موجودة في أنحاء العالم وتستخدم أجهزة مستخدمي هذه الشبكة أنفسهم لحفظ بيانات المعاملات التي تمت خلال الشبكة. وتكافئهم على توفيرهم لأجهزتهم لخدمة الشبكة فيما يسمى بال(mining).

التعدين الرقمي

تكون المكافئة من عملية التعدين بمبالغ كبيرة في بدايات نشر العملة الرقمية حتى إذا انتشرت العملة و أصبح عدد مستخدمي الشبكة كثيرين ويصل الأمر إلى أن اعتمادية الشبكة على أفراد محدودين أصبحت أقل وبالتالي المكافئة أقل وبالعكس يصبحون هم من يحتاجون الشبكة للتعامل عبر العملات التي اكتسبوها.

هذه البيانات الموجودة على أجهزة المستخدمين رغم أنها مشفرة ولا يمكن لأي طرف من أطراف الشبكة الاطلاع عليها إلا أنها بطريقة برمجية وحسابية تؤكد صحة المعاملات التي تنتمي إليها هذه البيانات.

كانت هذه مقدمة بسيطة عن عالم العملات الرقمية والتي أتمنى أن تكون قد وضحت الصورة بشكل أكبر لمن كان لديه غموض بشأن آلية عمل هذه التقنية.

المعاملات الرقمية باستخدام تقنية ال Blockchain

سنتعرض لغرضين هامين تستخدم فيهما المعاملات الرقمية باستخدام تقنية ال Blockchain

1- الدفع

وهي باختصار استخدام العملة الرقمية من أجل تحويل الأموال من محفظة إلى أخرى لأمور معينة تمت خارج الشبكة وهنا فقط التوثيق الذي تقوم به الشبكة هو توثيق عملية تحويل الأموال.

2- التعاقد

في هذه العملية يكون هناك تعاقد بمواصفات محددة وهذه المواصفات والبيانات وهذا العقد يكون داخل الشبكة وملكية العنصر الذي تم التعاقد عليه وإذا تم نقل ملكيته كذلك يكون ذلك مسجلاً داخل الشبكة.

العقود الرقمية Digital Contracts

عملة ال Ethereum هي العملة التي وفرت إمكانية التعاقد التي سبق وذكرناها وذلك عبر بروتوكول خاص بها يسمى ERC-721. ويمكن القول أن عملة الإيثيريوم قد أنشأت في الأساس لهذا الغرض (التعاقد وتوثيق العقود) لمنع الغش والتحايل في العقود والمعاملات.

بفرض أن دولة ما طبقت نظام الإثيريوم لديها وهذا يعني أن كل عنصر في الدولة مدرج في نظام الإيثيريوم وله كود تعريفي فريد داخل الشبكة. فكل فرد من أفراد المجتمع له كود يوضح كل التفاصيل عنه بداية من لون بشرته وحتى شهاداته التي حصل عليها، وكل مؤسسة وشركة لها كود في نظام الإثيريوم يوضح ماهيتها وطبيعة أعمالها وحجمها وكل نوع من المواد والخامات الموجودة في الطبيعة له كود فالرخام والجرانيت والأحجار بأنواعها المختلفة لكل نوع منهم كود يحمل خواصه وكذلك المنتجات في الأسوق سيكون لكل منهم كود إذا كان مدرجاً في نظام الإيثيريوم.

وسنذكر مثالاً شاملاً لتوضيح استخدام الإيثيريوم:

فلنفرض أن الدولة التي طبقت نظام الإثيريوم  تريد بناء مبنى معين فطرحت مواصفات معينة للمشروع وكذلك اشتراطات لحجم وطبيعة الشركة التي ستقوم على هذا المشروع .. سيتقدم عدد من الشركات للمناقصة على هذا المشروع عبر نظام الايثيريوم وسيتم تلقائياً السماح فقط للشركة التي تتطابق مواصفاتها عبر النظام مع هذه المناقصة (دون إمكانية التلاعب أو إسناد مباشر أو إسناد لشركة غير مؤهلة ففي الأساس دخول هذه الشركة لنظام الإيثيريوم وكافة بياناتها كانت موثقة من قِبل كافة الأطراف الموجودة داخل النظام)

الأن قامت الشركة باستلام المواصفات الفنية من الدولة وبدأت في تنفيذ المشروع .. وعلى طول الوقت تقوم الشركة بتأكيد بنود العقد التي تم الاتفاق عليها عبر منصة الاثيريوم .. فشراء نوع معين من الرخام بكميات معينة يكون من خلال عقد من نفس الشبكة وموثق من نفس الشبكة وبالتالي تحقق هذا الشرط ثم تنقل ملكية هذا الرخام إلى هذا المشروع وهكذا في كافة بنود العقد وكذلك عند الاستلام يتم تأكيد كل بند عند المعاينة من خلال الشبكة.

ال NFTs ودورها في عالم المحتوى الرقمي

استعداداً لنظام اقتصادي عالمي جديد قد يخضع له العالم بالكامل بعد عقود بسيطة من الآن فلا يخلو يوم من أفكار جديدة تتمحور حول ال blockchain وهذا ما حدث في تقنية NFTs والتي تستخدم في تأكيد أن المحتوى الرقمي الذي يتم شراؤه هو محتوى فريد ولم يتم بيعه من قبل عبر الشبكة (وذلك باعتبار أن الشبكة ستكون هي المصدر الأساسي للبيع والشراء للمحتوى الفريد). ويمثل هذا التطبيق العبقري لمبدأ البلوكشين سداً لفجوة كبيرة يعانى منها مقتنو المحتوى الرقمي الفريد وهي مشكلة تسرب المحتوى الرقمي الخاص بهم وإعادة بيعه لجهات أخرى.

من الممكن أن نقول أن ال NFTs يمثل ال checksum للمحتوى الرقمي ولكن إضافة لما يوفره ال checksum من التأكد من صحة واكتمال وأصلية الملف فهو يحدد كذلك أهلية وملكية الملف.

دور مقتنو المحتوى في انجاح نظام ال NFTs

يعود العبئ الأساسي على مقتنو وشراة المحتوى في إنجاح هذا النظام بأن يرفضوا شراء المحتوى خارج هذه المنظومة والذي سيجبر منتجو المحتوى على التعاقد معهم عبره وبالتالي سيكون هناك إمكانية لمقاضاتهم واثبات أي تهم قانونية عليهم إذا ما خالفو التعاقد ومن ثم يكون لهم تاريخ سئ على النظام أمام أي متعامل مستقبلي والجميل في الأمر أنه لا يمكن التعامل بهويتين على هذا النظام.

من المنصات التي تعمل في بيع المحتوى الرقمي من خلال تقنية NFTs منصة opensea.io وكذلك منصة crypto.com