محتوى UGC: كيف غيّر شكل التسويق إلى الأبد وجعل الجمهور هو البطل؟

Fadwa.S 30 أغسطس 2025 97 16
سجل الآن وشارك في الحوار واستفد من الخبرات
8 7

باتت الإعلانات المكررة والرسائل التسويقية التي تُشبعنا يوميًا بشتى الصور قاتلة لفضولنا الاستهلاكي حقًا، ما جعل من الأفراد يستخدمون المحتوى بطريقة أحدثت فرقًا مذهلًا في أسلوب تواصل العلامات التجارية مع جمهورها. محتوى المستخدمين User Generated Content (UGC)، القوة الناعمة التي تقود خطط التسويق الرقمية الحديثة، حيث يتحول العملاء من متلقين عاديين إلى مشاركين فاعلين يصنعون الإنجازات بأنفسهم.

إذن، لماذا تتجه أكبر الشركات العالمية نحو هذا الأسلوب دون تردد؟ وكيف يمكن لمحتوى بسيط يصنعه شخص عادي أن يتجاوز المشاهدات والتعليقات دافعًا الجمهور نحو استخدام منتج ما بأضعاف قوة الحملات الإعلانية التقليدية؟ وما قدرة محتوى المستخدم التي فعلت ذلك؟ وكيف تستفيد من قوة الـ UGC في تعزيز علامتك التجارية كإداري أو فرد يسعى لإنشاء مثل هذا المحتوى؟ تريد معرفة الإجابة؟ تابعنا حتى النهاية.

ما هو محتوى المستخدم (UGC)؟

محتوى المستخدم أو User Generated Content (UGC) هو أي نوع من المحتوى ينشئه الأشخاص العاديون، وليس الشركات. يشمل: فيديوهات قصيرة تُظهر تجربة شخصية مع منتج أو خدمة. مراجعات مكتوبة أو تعليقات على وسائل التواصل أو المتاجر الإلكترونية. صور أو منشورات تعطي تجربة حقيقية وعفوية مع العلامة التجارية.

الفكرة الجوهرية هي أن المحتوى نابع من تجربة شخصية وحقيقية، ما يجعله أكثر صدقًا وقوة في التأثير من أي إعلان رسمي. مثال ذلك: فيديو لشخص يسكب القهوة على هاتفه الجديد دون أن يتعمد ويظهر للجمهور أن الجهاز لا يزال يعمل، أو صورة عميل يشارك تجربته مع سيارة جديدة. كل هذه الحالات تُظهر قوة UGC في خلق ثقة وتفاعل حقيقي مع الجمهور.

 

لماذا لم تعد الإعلانات التقليدية كافية؟

لسنوات، كانت الإعلانات التقليدية أبرز الطرق لبناء الوعي وتحقيق الانتشار فعلًا، عبر صور براقة ورسائل معينة وشخصيات مشهورة يحبها الناس. لكن اليوم، هذه الطريقة تواجه خصمًا عنيدًا: فقدان الثقة.

الأرقام توضح لنا ذلك:

  1. تقرير Nielsen: 92% من المستهلكين يثقون بتوصيات الأشخاص العاديين أكثر من أي إعلان رسمي.
  2. دراسة HubSpot: حملات المحتوى الذي ينشئه المستخدمون قادرة على رفع معدل التفاعل بما يصل إلى 4 أضعاف مقارنة بالإعلانات التقليدية.
السبب؟ أن المستهلك المعاصر صار يقرأ ما وراء الواجهة البرّاقة هذه، ويبحث عن الصدق والتجربة الواقعية لتجنب أي معاكسات في المنتج لاحقًا، ما يجعل محتوى المستخدمين الوسيلة الأكثر تأثيرًا لبناء الثقة والارتباط العاطفي.

فوائد محتوى المستخدم للعلامات التجارية:

قبل سنوات، كان نجاح أي حملة تسويقية يقاس بميزانيتها الضخمة وجودة إنتاجها السينمائي. اليوم تغيّر المشهد كليًا، المستهلكون لا يبحثون عن إعلان متكامل، إنهم يبحثون عن تجربة حقيقية يمكنهم تصديقها. هنا بالضبط يظهر محتوى المستخدمين (UGC) كعامل حاسم في معادلة التأثير. فهو يصنع:

  1. إعلان بلا إعلان: الشركات لم تعد بحاجة لإعلانات لامعة ومكلفة، فهي تستفيد من محتوى صادق يخلقه العملاء بأنفسهم. الرسالة تصل أبسط، أسرع، وأقوى.
  2. انتشار عضوي بلا حدود: كل صورة أو فيديو يشاركها عميل تصل إلى عشرات وربما مئات من معارفه ومعارف معارفه وهكذا، فتتوسع دائرة التأثير بشكل طبيعي وعضوي.
  3. الانتماء قبل الولاء: عندما يشعر العميل أنه جزء من القصة، يتحول تلقائيًا إلى سفير للعلامة بلا أي جهد منها، يشارك تجربته بشغف أكبر من أي إعلان مدفوع  قد تريده الشركة!

 

كيف تبدأ الشركات والأفراد مع UGC؟

للشركات: إطار عمل لبناء استراتيجية UGC ناجحة:

المحتوى الذي يصنعه جمهورك قد يبدو فكرة بسيطة، لكنه في الحقيقة يحتاج إلى تصميم ذكي حتى يُحدث الأثر المطلوب. بدون خطة واضحة، قد يتحول الأمر إلى مشاركات عشوائية لا تحقق أي قيمة. لهذا السبب، يمكننا الاعتماد على إطار عمل عملي يضمن أن كل خطوة في عملية UGC تصب في هدف واحد: تعزيز الثقة، زيادة التفاعل، وتحريك عجلة المبيعات.

أ. مرحلة الجذب: ابدأ بزرع الفكرة في أذهان جمهورك، وجعلهم متحمسين للمشاركة:

  1. أطلق دعوة صريحة عبر هاشتاغ مخصص، مسابقة، أو تحدٍ قصير الأمد.
  2. حفّز المشاركة برسالة عاطفية أو هدف جماعي: «شارك تجربتك وساعد الآخرين على الاختيار الأفضل».
  3. قدّم حافزًا بسيطًا: خصم خاص، ميزة إضافية، أو فرصة للظهور في قنواتك الرسمية.
  4. جرب: تحدٍ أسبوعي أو شهري يغيّر الفكرة باستمرار حتى لا يصيب الجمهور الملل.

ب: مرحلة الإنتاج: اجعل إنتاج المحتوى سهلًا وممتعًا، بدلًا من أن يكون عائقًا:

  1. حدد إرشادات واضحة: مدة المقطع، الزوايا المقترحة، الرسالة المطلوب إيصالها.
  2. شجّع على البساطة والعفوية، فالصدق أهم من الإتقان الفني المبالغ فيه.
  3. وفّر أمثلة جاهزة أو قوالب إبداعية لتسهل على المشاركين البدء. مثل:  نشر "كتيب إلهام" صغير يحوي أفكار جاهزة للمحتوى يمكن للجمهور تبنيها.

ج: مرحلة التوزيع: المحتوى الجيد يجب أن يُعرض في المكان المناسب ليحقق أقصى تأثير:

  1. اختر المنصات التي يستهلك فيها جمهورك معظم وقته: TikTok، Instagram Reels، YouTube Shorts… أو حتى منصات مهنية إذا كان المنتج متخصصًا، مثل: Soundeals.
  2. أعد نشر أفضل المشاركات على حساباتك الرسمية، مع ذكر اسم صاحبها أو منحه وسم التميز.
  3. اجعل عملية النشر منتظمة لتخلق عادة لدى الجمهور في متابعة المحتوى الجديد.
  4. من الممكن: إنشاء معرض رقمي دائم على موقعك يجمع أبرز المشاركات المصورة أو المكتوبة.

د: مرحلة التحسين: التطوير المستمر هو ما يجعل الاستراتيجية أكثر قوة بمرور الوقت:

  1. تتبّع البيانات: أي نوع من المحتوى حصل على أكبر تفاعل أو ساعد على زيادة المبيعات؟
  2. عدّل أسلوب الدعوة أو صيغة المشاركة بناءً على النتائج الفعلية.
  3. اختبر أفكارًا جديدة كل فترة، ولا تعتمد على صيغة واحدة فقط.
  4. يمكنك إجراء استبيان قصير للجمهور حول نوع المحتوى الذي يريدون إنتاجه مستقبلاً.

 

للأفراد: إنتاج محتوى UGC احترافي:

ستبدأ من تجهيز المعدات الأساسية:

لا تحتاج إلى معدات باهظة أو استوديو محترف لتبدأ في إنتاج محتوى المستخدمين:

  1. هاتف ذكي بكاميرا جيدة يكفي لتصوير فيديوهات وصور عالية الجودة. 
  2. ميكروفون بسيط لتحسين وضوح الصوت (اختياري لكنه يرفع مستوى الاحترافية).
  3. تطبيقات تحرير مجانية وسهلة الاستخدام، مثل: CapCut وInShot، لتعديل الفيديو بسرعة وإضافة لمسات بسيطة.
  4. الإضاءة وزوايا التصوير يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا دون أي تكلفة إضافية؛ حاول التصوير في ضوء النهار الطبيعي، وتجربة زوايا مختلفة لإظهار المنتج أو التجربة بشكل أفضل.

في سونديلز ننصح بـ التركيز على التفاصيل الصغيرة، مثل: الصوت والإضاءة لجعل محتواك يبدو أكثر احترافية ويزيد من تأثيره، حتى مع أبسط الأدوات.

خطة لـ 8 أسابيع لبناء بورتفوليو UGC احترافي:

لتحويل اهتماماتك في محتوى المستخدمين إلى نتائج حقيقية كفرد، تحتاج إلى خطة واضحة وسهلة التطبيق. هذه الخطوات العملية على مدار 8 أسابيع سترشدك لإنتاج محتوى أصلي، بناء بورتفوليو جذاب، واستقطاب العملاء بكفاءة.

الأسبوع 1-2: إنتاج محتوى تجريبي:

  1. ابدأ بتصوير 3 إلى 5 مقاطع فيديو قصيرة تُظهر تجاربك اليومية مع منتجات أو خدمات مختلفة.
  2. ركّز على الأصالة فالمحتوى الصادق يحقق تفاعلًا أعلى.
  3. جرّب قصص شخصية أو مواقف يومية بسيطة يمكن للجمهور التعاطف معها.
  4. احفظ كل محتوى، حتى لو لم يُنشر، لتتعلم من أخطائك وتطور أسلوبك.

الأسبوع 3: تنويع المحتوى:

  1. جرب أنواع محتوى مختلفة، مثل: مراجعات، قصص قصيرة، أو محتوى تعليمي بسيط.
  2. جرّب أساليب سرد متنوعة، مثل: الكوميدي، التحفيزي، أو التعليمي.
  3. لاحظ أي نوع يحقق تفاعل أكبر لتكراره مستقبلاً.

الأسبوع 4: إنشاء منصة عرض:

  1. أنشئ حسابًا على إنستغرام أو تيك توك، أو موقعًا بسيطًا لعرض أعمالك.
  2. اهتم بالواجهة البصرية: صور ملف شخصي واضحة، وصف مختصر يوضح تخصصك.
  3. نظّم محتواك بطريقة تجعل العملاء المحتملين يتصفحونه بسهولة ويستوعبون خبرتك بسرعة.

الأسبوع 5: البحث عن فرص مجانية:

  1. تواصل مع مشاريع محلية أو ناشئة وقدم محتوى UGC مقابل الخبرة.
  2. استخدم هذه الفرص للحصول على شهادات أو مراجعات يمكن إضافتها لبورتفوليوك.
  3. ركّز على جودة كل عمل، حتى لو كان صغيرًا، لأن كل تجربة تُسجّل لمهاراتك.

الأسبوع 6: تقديم عروض على منصات العمل الحر:

  1. سجل في Freelancer، أو مجموعات فيسبوك المتخصصة.
  2. جهّز نماذج من أعمالك لتقديمها مع كل عرض.
  3. اكتب رسائل قصيرة ومحددة تُوضح مهاراتك وتجاربك السابقة لجذب العملاء بسرعة.

الأسبوع 7: المشاركة في تحديات UGC:

  1. شارك في حملات ومسابقات على وسائل التواصل.
  2. استغل هذه الفرص لإظهار قدراتك في محتوى مبتكر وجاذب.
  3. تابع التريندات الشائعة وحاول إدماجها بطريقة أصلية في محتواك لزيادة وصولك.

الأسبوع 8: مراجعة وتحسين:

  1. اطلب آراء من متابعين أو عملاء، وحسّن جودة المحتوى وطريقة العرض.
  2. ركّز على التعلم من التفاعل: أي محتوى حصل على أعلى مشاهدة أو تعليقات؟
  3. جرّب تعديل أساليب السرد والإضاءة والصوت بناءً على النتائج.
باتباع هذه الخطة حوالي الشهرين ونصف، ستتمكن من بناء بورتفوليو متكامل يُظهر مهاراتك ويستقطب العملاء. الأصالة، التجربة المستمرة، والتعلم من كل خطوة هي ما يميز صانعي محتوى المستخدمين الناجحين.

نصائح عملية للاستفادة القصوى من محتوى المستخدم للشركات والأفراد:

حتى تستفيد الشركات والأفراد بشكل فعّال من قوة الـUGC، لا تكتفي بانتظار أن ينشر العملاء تجاربهم عنها، يجب إدارة العملية بفطنة وبناء استراتيجية واضحة. لو كنت صاحب علامة تجارية أو شخص وتريد الاستفادة من مزيات محتوى المستخدم جرب التالي:

  1. شجّع العملاء على المشاركة: أطلق مسابقات بسيطة كل فترة، ابتكر هاشتاغ مخصص للعلامة الخاصة بك، أو قدّم حوافز صغيرة تشجع الناس على مشاركة تجاربهم باستمرار.
  2. اختر المحتوى بعناية: الجودة أهم من الكمية. ركّز على المنشورات التي تعطي العميل روح المصداقية وتتناسب مع هوية العلامة التجارية أو طبيعتك  الشخصية كفرد.
  3. وزّع المحتوى على قنوات متعددة: لا تكتفِ بمنصة واحدة؛ أعد نشر أفضل المشاركات على إنستغرام، تيك توك، إكس، وحتى الموقع الرسمي الخاص بعلامتك التجارية أو حساباتك الشخصية.
  4. قدّر مساهمات العملاء: اذكر أصحاب المحتوى الذين ساهموا في العمل على نشر منتجاتك، شارك أسماءهم أو أعد نشر مشاركاتهم، فهذا يعزز الثقة ويشجع المزيد على التفاعل منهم ومن العملاء الآخرين.
  5. تابع النتائج وطور استراتيجيتك: استخدم أدوات التحليل لمعرفة أي نوع من المحتوى يحقق أفضل أداء لدى شركتك، ثم عدّل خطتك وفقًا للبيانات.
والآن أنت تعرف قيمة محتوى المستخدمين لـ علامتك التجارية حتى تبقى في ذهن الجمهور المخاطب دائما. العلامات التي تتبنى UGC اليوم تكتب فصولًا جديدة من الإنجاز، تخلق علاقة ثقة وتواصل حقيقي مع عملائها.  لديك الدافع لتكون جزءًا من هذا التحول؟ ابدأ اليوم، وشاهد أعظم مناصريك، جمهورك.
نشر بتاريخ 30 أغسطس 2025 06:51 م
آخر تحرير 30 أغسطس 2025 06:51 م

أضف تعليق

جميل
0
2025-09-10T16:41:24+03:00
جميل
0
2025-09-10T16:20:30+03:00
جميل
0
2025-09-10T14:59:36+03:00
صحيح، والمحترفون في التجارة أصبحوا يتجهون لهذا النوع من الإعلانات لأنه يبني تلك الثقة بشكل أسرع..
0
2025-09-10T01:44:23+03:00
شكرا
0
2025-09-08T16:43:29+03:00
جميل
0
2025-09-08T05:30:51+03:00
محتوى ممتاز ومفيد، سلمت الايادي
0
2025-09-08T04:56:29+03:00
ممتاز
0
2025-09-06T12:03:51+03:00
مفيد
0
2025-09-06T09:18:08+03:00
رائع
0
2025-09-05T23:21:18+03:00
مقال مفيد
0
2025-09-05T17:17:56+03:00
رائع
1
2025-09-02T15:57:24+03:00
ممتاز جدا
0
2025-09-02T14:25:40+03:00
جميل
0
2025-09-01T21:08:10+03:00
ممتاز
0
2025-09-01T10:29:44+03:00