فلما فرغَ بيدُبا من مقالتِه، وقضى مناصحتَه، أوغرَ صدرَ الملكِ فأغلظَ له في الجوابِ استصغاراً لأمره وقال: لقد تكلمتَ بكلامٍ ما كنتُ أظنُ أحدا من أهل مملكتي يستقبلُني بمثلِه، ولا يُقدِمُ على ما أقدمتَ عليه فكيف أنت مع صِغرِ شأنِك، وضَعفِ منتِك وعجزِ قوتِك؟ ولقد أكثرتُ إعجابي من إقدامِك علي، وتسلطِك بلسانِك فيما جاوزتَ فيه حدك وما أجدُ شيئاً في تأديبِ غيرِك أبلغَ من التنكيلِ بك فذلك عبرةٌ وموعظةٌ لمَنْ عساه أن يبلغَ ويرومَ ما رُمتَ أنت من الملوك إذا أوسعوا لهم في مجالسِهم