العزيز خالد محمد، أو خلودة كما كنت أحب أن أناديك، لقد مرت إبنة خالك سيليا إلى العيادة البارحة، فأنا الآن طبيب ابنتها الجميلة سارة، حين سألتها عن أم خالد أخبرتني أنها تزورك في لندن لأن اليوم يصادف تخرجك من كلية إدارة الأعمال في جامعة UCL، بالحقيقة لم اتفاجأ أبداً أنّك حصلت على منحة دراسية في واحدة من أهم جامعات العالم، فأنت منذ الطفولة تشعّ تميّزاً، في الدراسة والرياضة والعلاقات الاجتماعية أتذكّرك وأنت في سن السابعة حين أتيت مع أمك ومع سيليا لتأخذوا لقاح الجدري، كانت سيليا تبكي من الخوف، وأردت أن تطمئنها فعرضت أن تأخذ اللقاح قبلها، ورفعت كم قميصك الاحمر، ورسمت ابتسامة قوّة على وجهك، وأخفيت ألمك عنها، وحين أنهيت قلت لها: شفتي؟ شكة دبوس، فتوقّفت سيليا عن البكاء وكأنك ألقيت عليها تعويذة بعثت الأمان في قلبها سيليا اليوم طبيبة أسنان تعمل مع دكتور سليمان، هل تذكره؟ وأنت تنال اليوم شهادة الدراسات العليا، 20 عاما مرّت كأنها دقائق، هيا عد الينا بما لديك فنحن أولى من هؤلاء القوم بك ونحتاج لخبراتك الأكاديمية التي تعلمتها حيث أنت لن أطيل عليك، أردت أن أرسل تبريكاتي لك وتمنياتي بالنجاح الدائم، أتمنى أن تكتب لي قريباً- حين تجد متسعاً من الوقت- وتخبرني عن مغامراتك، هل ما زال شعرك المجعّد يسحر البنات؟