كانت بلاد المغرب الأقصى في بدايات القرن الرابع الهجري قد وصلت إلى حالة سيئة بسبب الفوضى السياسية والدينية ، والتي انعكست بدورها على أحوالها الاقتصادية والاجتماعية ويرجع ذلك إلى هيمنة قبائل الزناتة الظالمة والتي كانت قبائل صنهاجة ولمتونة وجدالة ومسوفة وغيرها من القبائل تعاني جور الزناتية وظلمهم وقسوتهم وإذلالهم فأصبحت الأوضاع في حاجة ماسة لقيام دولة على أسس صحيحة تستطيع القضاء على هذه الفوضى التي كانت البلاد تتخبط فيها منذ سنوات عديدة فبذلت جهود عديدة على أيدي المخلصين من أبناء هذه القبائل التي عانت الذل والقهر فقامت حركة المرابطين بمهمة الإصلاح والتنوير بين هذه القبائل وسرعان ما أصبحت هذه الحركة دولة كبرى حفرت لنفسها مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي ببلاد المغرب والأندلس من منتصف القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن السادس الهجري ويرجع الفضل في تأسيس هذه الحركة إلى الزعيم الديني عبدالله بن ياسين ولقد أسهب المؤرخون القدامى في الكتابة عن دولة المرابطين وصبوا جل اهتمامهم بالنواحي السياسية والعسكرية والاجتماعية أما الناحية الاقتصادية فلم يهتموا بها كاهتمامهم بالنواحي السابقة على الرغم من أهميتها التي يفرضها المنطق حيث إنه لا تقوم قائمة - لدولة ما - كما كان لدولة المرابطين إلا إذا كانت ذات اقتصاد قوي يعينها على انتشارها وانتصاراتها