ما هي خطتك في الحياة؟ حين تسافر الطائرة إلى أي بلد تنطلق حسب خطة عمل مسبقة وجدول دقيق يحدد موعد إقلاعها (ومن أي مطار ومدرج) وموعد هبوطها (وفي أي مطار ومدرج) ولأنها تسير وفق جدول دقيق - وحسب خطة متفق عليها - تصل إلى الموقع المستهدف في الوقت المحدد بنسبة تتجاوز 95 وفي المقابل تخيل (فقط تخيل) صعود الكابتن إلى الطائرة دون معرفة وجهته أو إلى أي مطار سيقلع وحين يتصل ببرج المراقبة لا يجيب عليه أحد أو يكتشف عدم وجود رحلة مجدولة تخص هذه الطائرة بالذات !! في هذه احالة هل سقلع بها؟ هل يقبل الذهاب إلى جهة لا يعرفها ولم يقررها مسبقا؟ وفي حال (طار بها) إلى متى سيظل محلقا بالطائرة قبل أن تسقط أو يعود للهبوط في نفس النقطة التي انطلق منها؟ والإنسان بدوره مثل الطائرة إن امتلك خطة مسبقة سيصل (بنسبة كبيرة) إلى الوجهة التي يريدها وإن لم يمتلك خطة واضحة سيبقى على الأرض ثابتا محتاراً وإن (أقلع) سيهدر طاقة كبيرة ووقتا هائلا ثم يسقط أو يهبط مجددا في نفس المنطقة مجددا وهذا في الحقيقة هو الفرق بين الإنسان الناجح والفاشل في الحياة فالإنسان الناجح يملك مسبقا خطة عمل واضحة لما يريده مستقبلا (وبالتالي سيهبط في البقعة التي يحددها بنسبة كبيرة) وفي المقابل لا يملك معظم الناس خطة عمل مسبقة لما يريدونه مستقبلا وبالتالي من الطبيعي أن لا يصلوا لأي مكان انظر حولك جيداً ستجد أشخاصا على قدر كبير من الذكاء والنشاط والتعليم ومع هذا فاشلون في حياتهم والسبب - بباطة - أنهم لا عرفون ما هي وجهاتهم وأهدافهم، ولا يدركون كيفية تحقيقها اسأل أي واحد منهم عن هدفه في الحياة سيجيبك بكلمات فضفاضة تائهة توضح حالة التردد والضياع التي يعيش فيها وفي المقابل تخبرنا سير العظماء والناجحين أنهم امتلكوا هدفا واضحا منذ البداية لما يريدون تحقيقه، وركزوا على انجازه في عمر مبكرة نسبيا (لدرجة ترك معظمهم دراسته الجامعية من أجله) ومن خلال خبرتي المتواضعة أجد أن ضياع اهدف في سن مبكرة هو المسؤول الأول عن الفشل، وعدم تحقيق الإنسان لأحلامه وطموحاته وهذا أمر لا يتعلق بالكسل أو التقاعس بل بالركض في الاتجاه الخاطئ والدوران في حلقة مفرغة وهو ما يجعل جميع الطرق تنتهي للاشيء !!