طُيُورٌ بَحْرِيَّةٌ تُثِيرُ الضَّجِيجَ يَبْدُو أَنَّ ثَمَّةَ مَنْ يَسْعَى لِلاِسْتِيلَاءِ عَلَى طَعَامِهَا هَذَا اللِّصُّ هُوَ طَائِرُ الْفِرْقَاطِ قُرْصَانُ السَّمَاءِ الَّذِي يُحَلِّقُ بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَيَسْرِقُ الطَّعَامَ مِنَ الطُّيُورِ الْأُخْرَى فِي الْجَوِّ بَعْدَ الظَّهِيرَةِ عِنْدَمَا تَشْتَدُّ الرِّيَاحُ يَبْدَأُ الْفِرْقَاطُ رِحْلَتَهُ فِي التَّحْلِيقِ ، وَعَلَى عَكْسِ الطُّيُورِ الْبَحْرِيَّةِ ، تَخْتَلِفُ الْإِنَاثُ عَنِ الذُّكُورِ فَهِيَ لَا تَمْلِكُ تِلْكَ الْحُوَيْصِلَةَ الْحَمْرَاءَ الَّتِي تَبْدُو مِثْلَ جَيْبٍ يَتَدَلَّى مِنْ رَقَبَةِ الذَّكَرِ، يَقُومُ بِنَفْخِهَا لِجَذْبِ الْإِنَاثِ خِلَالَ مَوْسِمِ التَّزَاوُجِ يَقْضِي الْفِرْقَاطُ مُعْظَمَ حَيَاتِهِ يُحَلِّقُ فَوْقَ الْمُحِيطَاتِ، وَنَادِرًا مَا يَهْبِطُ عَلَى الْأَرْضِ ، إِذْ يَفْتَقِرُ -بِعَكْسِ الطُّيُورِ الْبَحْرِيَّةِ- إِلَى الرِّيشِ الْمُقَاوِمِ لِلْمَاءِ لِذَا فَإِنَّ الاِقْتِرَابَ مِنَ الْمِيَاهِ يُعَدُّ مُخَاطَرَةً غَيْرَ مَأْمُونَةِ الْعَوَاقِبِ يَعْكِفُ هَذَا الطَّائِرُ الرَّائِعُ عَلَى احْتِضَانِ الْبَيْضِ 56 سِتَّةً وَ خَمْسِينَ يَوْمًا، وَلَا يُغَادِرُ الصِّغَارُ الْعُشَّ بَعْدَ الْفَقْسِ حَتَّى يَبْلُغَ عُمْرُهَا 167 مِئَةً وَ سَبْعَةً وَ سِتِّينَ يَوْمًا، وَتَخْضَعُ لِعِنَايَةٍ فَائِقَةٍ ، إِذْ تَسْتَمِرُّ الْإِنَاثُ فِي إِطْعَامِ صِغَارِهَا حَتَّى يَبْلُغُوا عَامًا كَامِلًا