في يَوْمِ الأَحَدِ، الحادِيَ عَشَرَ مِن مُحَرَّمٍ، لِعامِ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِئَةٍ وَسَبْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ لِلهِجْرَةِ، تَنَفَّسَتْ شَرورَةُ أَنْفاسَ القُرآنِ، وَانْطَلَقَتْ دَوْرَةُ بَيِّناتٍ الصَّيْفِيَّةِ مِن جامِعِ خادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن، تَفَتَّحَتْ فيها الأَرْواحُ على آياتِ اللهِ، وَبَدَأَتْ رِحْلَةُ النُّورِ حَيْثُ تُرَتَّلُ الآياتُ، وَتُحْفَظُ السُّوَرُ، وَتُعانِقُ القُلُوبُ كَلامَ الرَّحْمنِ تَنَوَّعَتِ البَرامِجُ بَيْنَ المُكثَّفِ وَالْعامِ، لِيَقْضِيَ الطُّلَّابُ أَوْقاتَهُم بَيْنَ الفَجْرِ وَالضُّحى، وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِب، يَسِيرُونَ في مَدارِجِ الحِفْظِ، مِنَ العُشْرِ الأَخِير إلى المفصلِ، ثم ربع ياسين إلى نِصْفِ القُرْآنِ، فَالْخَتْمِ، فَالْإِتْقانِ في أَجْواءٍ عامِرَةٍ بِالإِيمانِ، تَجَلَّتْ ثَمَراتُ الجُهْدِ في ثَلاثِمِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَثَمانِينَ طالِبًا، يَنْهَلُونَ مِن نُورِ الْوَحْيِ في ثَمانيَ عَشْرَةَ حَلْقَةً قُرْآنِيَّةً، خِلالَ تِسْعِمِئَةٍ وَسِتِّينَ ساعَةً تَعْلِيمِيَّةً، حَتَّى بَلَغَ مَجْمُوعُ ما حُفِظَ وَرُوجِعَ أَكْثَرَ مِن خَمْسٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ وَجْهٍ مِن كِتابِ اللهِ كان وَراءَ هذَا العَطاءِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مُعَلِّمًا وَمُشْرِفًا، يَغْرِسُونَ الآياتِ في قُلُوبِ الطُّلَّابِ، بِرِفْقِ الْمُرَبِّي، وَحِنْكَةِ الْمُوَجِّه وَمِن بَشَائِرِ الدَّوْرَةِ أَنَّ ثَلاثَةَ طُلَّابٍ خَتَمُوا كِتابَ اللهِ، وَحَصَلَ طالِبانِ عَلَى إِجازَةٍ بِرِوايَةِ حَفْصٍ عَن عاصِم وَلِأَنَّ العَطاءَ لا يَكْتَمِلُ إِلَّا بِبِيئَةٍ راقِيَةٍ، فَقَدْ وَفَّرَتِ الدَّوْرَةُ: وَسائِلَ نَقْلٍ مُرِيحَةً وَآمِنَةً لِلطُّلَّابِ ووَجَباتٍ خَفِيفَةً تُقَدَّمُ يَوْمِيًّا وجَوائِزَ تَحْفِيزِيَّةً يَوْمِيَّةً وَأُسْبُوعِيَّةً، تُنْعِشُ الْحَماسَ وَتَرْفَعُ الْهِمَم وَفي الخْتِامِ، نَشْكُرُ اللهَ أَوَّلًا، ثُمَّ نَرْفَعُ الشُّكْرَ لِقِيادَتِنا الرَّشِيدَةِ عَلَى دَعْمِها الْمُتَواصِل، وَلِكُلِّ مَنْ أَسْهَمَ في نَجاحِ هذِهِ الرِّحْلَةِ الْقُرْآنِيَّةِ: لِلدَّاعِمِينَ الْكِرامِ وَلِأُولِياءِ الْأُمُورِ وَلِلْمُعَلِّمِينَ وَالْمُشْرِفِينَ وَلِأَبْنائِنا الطُّلَّابِ شُكْرًا لَكُمْ فَأَنْتُمْ شُرَكَاءُ في صِناعَةِ الْأَثَر بَيِّنات بِيئَةٌ جاذِبَةٌ لِتَعْلِيمٍ قُرْآنِيٍّ مُجَوَّد