مِنْ مَأْساةِ الشّعبِ الْفِلَسْطِينِيّ كَانت وِلَادةُ رِوايَة طُيُورُ الْحَذَر وهيَ مِنْ أَفْضلِ وأَهمِ رِواياتِ الروائي الْعَظِيم إِبْرَاهِيم نَصْرُ اللَّه وَكَانَت رِوايَةُ طُيُورِ الْحَذَرِ كالطائرِ الَّذِي حَامَ فَوْقَ مخيّماتِ الألَمِ والحُزْنِ الْفِلَسْطِينِيّ جَاءَتْ الرِّوايةُ مَا بيْنَ التَّمسُّكِ بِالْخَيْطِ الشَّفِيف منْ الْأَملِ وبيْنَ الْكَثيرِ مِنْ الْمُعَانَاةِ والْأَسَى وما بَيْنَ الْحَقيقةِ المُرّة الْمُوجِعَة وَبَيْن الْحُلْمِ الَّذِي لَا يُعرَفُ قُرْبُهِ مِنْ بُعْدِهِ فَهي تَرسمُ حَيَاةَ طِفْلٍ صغيرٍ، وهو يمثّل كُلَ طِفْلٍ فِلَسْطِينِي عَاشَ عَلَى جناحَي حُلم وَبَقِي الْحُلْمُ يكَبِّرُ ويكَبِّرُ مِنْ دُونِ أَنْ يَتَحَقَّقَ وهذَا الْحُلْم هو الْحُرِّيَّة الَّتي يُسْمعُ عَنْهَا وَلَا تُشاهد، كان الْفَتَى الصَّغِيرُ جُلَّ وقْتِه يُرَاقبُ تِلْك الطُّيُور وكان يَرْسُمُ مِنْ خِلَالِ مُرَاقَبَتِه إيَّاهَا شكلَ الْحُرِّيَّة، حَتَّى يَعْرِفَ الْحُرِّيَّةَ كَيْفَ هيَ وَكَيْف مَعْنَاهَا رَامِيًا خَلْفَ ظَهْرِهِ أَلَمَ وَوَجَع المخيم الَّذِي كانَ يحياه ببؤسٍ واختناق