بين يديّ شهيد

أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
نقدم لكم قصة جديدة بعنوان  بين يديّ شهيد

ضابط بجيش العدو الصهيوني على الهاتف: 
أنتَ فلان ؟ 
شاب عربيّ: نعم أنا . 
الضابط : أعطِ الهاتف لأخيك الجالس بجوارك الآن،  فأنا أريد أن أُحادثه ... 
لم يتأخر الرجل كثيراً .. سلم الهاتف لأخيه دون أن ينبس ببنت شفة 
الضابط: معك جيش الدفاع الإسرائيلي... نعلم أنك بمنزل أخيك ، والمنزل مملوءٌ بأهلك .. أتُفضل الموت بمفردك، أم تموتوا جماعة ؟ 
كل هذا والرجل يستمع لما يقوله الضابط الإسرائيلي، حتى استقر الأمر في ذهنه،فأجابه :
حسنًا، مُشكلتكم معي أنا وحدي، وليست مع أخي ولا أولاده ولا أخواتي. 
الضابط: إذن أيها الارهابي أسرع، غادر المنزل الأن، ستموتُ وحدكَ بصاروخٍ لا شريكَ لكَ في شظاياه ، وإلا فالبيت والحيُّ والجيران أمامنا ... 
نظر الشهيد الحيُّ إلى الجميع نظرة حنوٍّ وشوق، ونزلت على قلبه تلك الطمأنينة  التي تتدفق في القلب ساعة السجود، وقبض على كفّهِ، ثم خرج مُهندمًا معطرًا مكللاً بياسمين الابديةِ  باسمًا كماضٍ إلى عُرسه .. مضى دون أن يُخبر أحدًا سوى أخيه  الذي جلسَ شاردًا بعينين مغرورقتين بالدمع ثم قصد مكانًا خاليًا من الناس، ونظر إلى السماء يستشرفُ مكانه الجديد،  ولاحت على ثغره ابتسامة تزيَّن بها جيدُ المدى ،وفرحت بها السماء، وفي لحظةٍ امتلأ المكان بغُبارِ صاروخٍ مرَّ على جسده الطاهر فلم يبق منه شيئا، فعاش حيًا وإلى الأبد . 

شكراً لحسن استماعكم وإلى لقاء مع قصة جديدة.
سونديلز منصة التعليق الصوتي