أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست خفيفة برعاية سونديلز
من ابتسامة على شَفَتَيه للكاتب يوسف السباعي
استَلقَت مي علي فراشِها بعد أن آوي الجميعُ إلي مَضَاجِعِهم.
حاوَلَت أن تُغمِض عينيها، ولكن الوهج كان يُلَوِّحُ مضيئا وراء أجفانِها المطبقة، والدّوِيُّ يَملأُ مسامعَها.
وعندما أثقلَ الإعياءُ جُفونَها، جَرَها إلي أحلامٍ مليئةٍ بالصراخِ والدماء، وعرباتِ الإسرائيليين تَنشُرُ الدمارَ حولها، تهدمُ البيوتَ وتقتلعُ الأشجار.
وما لبثت أن استيقظت علي حركةِ الشيخ عبدالسلام المتثاقلة، استعدادا للوضوءِ وللصّلاة، فأدرَكَت أن الفجرَ قد أقبل، وتَمَلّكها إحساسٌ بالراحةِ أن الليلَ قد وَلَى.
وزادت الحركةُ في الدار، فلم تَشُك في أن عمّارًا هو الآخر قد استيقظ.
ونَفَضَت بقايا النومِ عن جفونِها، لعل عمّارًا يحتاجُ إلي شئٍ قبل أن يغادر الدار.
وقبل أن تترك الفراش، سَمِعَت بوقَ عربةٍ ووقع أقدامٍ تصعدُ الدرج، ثم طَرَقات عنيفة متواصلة علي الباب.
وأصابتها رَجفَة وتسَمّرَت في مكانِها برهة، ثُمَ أتجهت إلي غرفةِ عمّار، ووقف عمّار ينصت مأخوذا والطَرَقات تتوالي في عنف، ثم خطا إلي البابِ فهتفت مي:
- لا تفتح إنهم هم.
- لا فائدة، سيحطمون البابَ إن لم نفتحه.
وعلا صوتُ الشيخِ عبدالسلام من حجرتِه بعد أن ختم صلاتَه قائلاً:
- أنتظر يا عمّار سأفتح أنا.
ولكن عمّارًا كان قد وصل إلي البابِ وفتحه.
وأندفع من البابِ بعضُ جنودِ إسرائيل يحملون مدافعَهم، ودَفَعَ أحدُهم عمّارًا في صدرِه بفوهةِ مدفعِه صائحًا:
- أفسِح الطريق.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى لقاءٍ آخر مع روايةٍ جديدة
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي