أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست خفيفة برعاية سونديلز
من مقال صلوات هامسة للكاتب أحمد خالد توفيق
الليل الهادئ الصموت والإضاءة الخافتة.
ربما هو ليس ليلاً، فالعزلة الضوئية التي يوجد فيها المكان تجعلك تعتمد على الإحساس بالوقت، ولسوف تكتشف أنه أضعف الحواس البشرية، وأن ما تحسبه الفجر هو الرابعة عصرًا، ومنتصف الليل كما توقعت هو العاشرة صباحًا.
صوت هو مزيج من حفيف أحذية الممرضات، وصوت (بقللة) الجوزة المميز للمحلول في علاج الاستنشاق، مع المسحة الميكانيكية الرتيبة التي يضفيها صوت جهاز الأكسجين المضغوط كأنه صوت تنفس دارث فيدر في «حروب النجم».
هناك أكثر من نوع من السعال، سعال سهل يلفظ صاحبه هذا المخاط القليل ثم يتقلب ويواصل النوم، وسعال متعسر صعب يوشك على قتل صاحبه ولا ينوي أن ينيمه أبدًا، دعك من صوت الخطرفة والهذيان من عقول فقدت ترابطها وتحكمها بسبب نقص الأكسجين.
شعور غريب هو أن تمارس مشاعر المريض في العناية المركزة، اعتدت كطبيب أن تكون أنت المخرج على المسرح، ولربما صرت الممثلين، لكنك لم تجرب قط أن تمارس دور المتفرج، وأن تشاهد الدنيا في وضع أفقي، مع شعور غامر بالأمان لأنك لن ترتكب أي خطأ، كيف ترتكب أي خطأ وأنت المريض لا المعالج ؟
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى لقاءٍ آخر مع مقالٍ جديد
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي