بناء مسجد عمرو بن العاص

أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست رمضان  برعاية سونديلز

حلقتنا اليوم بعنوان "بناء مسجد عمرو بن العاص"

في الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 20هـ، شرع المسلمون تحت قيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه في بناء أول مسجد للمسلمين في مصر خاصة، والقارة الإفريقيَّة عامة.

شيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كحصن لتكون مدينة للجند العرب وأقام بها المسجد الجامع (مسجد عمرو بن العاص) أول مسجد أقيم بمصر الإسلامية وبجواره دار الإمارة. وكانت في تخطيطها علي غرار تخطيط الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة. وكانت تبدو من بعيد كأنها جبل شامخ كما وصفها الرواة والمؤرخون.

وعند إنشائه، كان الجامع بمثابة مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط، وهي أولى عواصم مصر الإسلامية، وكان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع يطل على النيل في ذلك الوقت كما كان يشرف على حصن بابليون الذي يقع بجواره.

 لم يقتصر دور جامع عمرو بن العاص على آداء الفرائض الدينية، فحسب بل كانت تعقد فيه محكمة لفض المنازعات الدينية والمدنية، بالإضافة إلى أنه كان المكان حيث تجمع الأموال لليتامى والفقراء. كما كان مكانًا تُقام فيه حلقات الدروس لإرشاد العامة إلى ما ينفعهم في أمورهم الدينية والدنيوية، وازدادت الحلقات إلى 110 حلقة، وأطلق على أماكن حلقات الدروس بالجامع اسم زوايا، وقد بدأت الحلقات بتدريس المذاهب كالشافعي، والحنفي والمالكي، في عهد الدولة الفاطمية، كانت تُقام به الإحتفالات في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.

وقد لُقب مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه بعدة أسماء، مثل: المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، وغيرها من الأسماء الأخرى. 

اهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، ولا يزال مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصلِّي.

شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست  رمضان.

سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.