أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
حلقتنا اليوم بعنوان "حرب أكتوبر ويوم الغفران"
كانت نكسة عام 1967 بمثابة ضربة موجوعة هزت الشعبين المصري والعربي، ورسخت شعورًا عربيًا وإسرائيليًا زائفًا بأن الدولة المٌعتدية قوة لا تقهر.
وكان الرئيس المصري أنور السادات قد سعى من دون جدوى لتحريك عملية سلمية عربية إسرائيلية قبل الحرب، وطرح مبادرات مختلفة من ضمنها، فتح قناة السويس لمرور السفن المدنية في حال انسحاب القوات الإسرائيلية خمسين كيلومترًا شرقًا، وأوفد مستشاره للأمن القومي حافظ إسماعيل لمقابلة هنري كيسنجر سرًا في باريس ونيويورك عام 1973، إلا أن الجانبين الإسرائيلي والأميركي لم يأخذا المبادرة بجدية لشكهم في قدرة مصر والعالم العربي على تحريك الأمور، بخاصة بعد أن طلب السادات من الخبراء الروس مغادرة البلاد قبل ذلك بعام، مما خلق توترًا بينه وبين القيادات الروسية المورد الرئيس للسلاح المصري.
في ظل هذه الظروف الصعبة، أخذ أنور السادات القرار ببدء حرب 1973،
في السادس من أكتوبر 1973 وهو يوم لم ولن تنساه إسرائيل وقد امتدت حتى السادس والعشرين من أكتوبر 1973 دارت على الجبهتين المصرية والسورية.
وتمثل هذه الحرب إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلى لاسترداد شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل، وكانت المحصلة النهائية هي تدمير خط بارليف وعبور قناة السويس ومن ثم استرداد سيناء وأمكن لمصر أن تنتصر رغم التحصينات الإسرائيلية بامتداد خط بارليف.
اشتعلت المعارك والصدامات الدبلوماسية بعد اندلاع العمليات العسكرية مباشرة، لاختيار الموعد المناسب لقبول وقف إطلاق النار، وتعديل بعض التجاوزات الإسرائيلية عقب وقف إطلاق النار بغية الإضرار بالمواقع والقوات المصرية إلى تبادل الأسرى، وفك الاشتباك بين القوات على مراحل. وبدأ مؤتمر جنيف الأول في ظل مناخ دولي متغير بين القطبين السوفياتي والأميركي، ورغبة وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر تجنب عملية سلام حقيقية، واهتمامه وتفضيله ضبط الإيقاع والاستقرار فقط، بما يمكن الولايات المتحدة من التركيز على العلاقات مع الاتحاد السوفياتي، هذا فضلاً عن انحيازه لإسرائيل.
ويبقى السؤال لماذا كان اختيار يوم الغفران ليكون أول أيام الحرب ضد إسرائيل؟
كشفت وثائق بريطانية أن السوفييت هم الذين نصحوا الرئيس المصري الراحل أنور السادات باختيارالسادس من أكتوبر لعبور قناة السويس وبدء الهجوم على الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل سيناء.
وكان اختيار هذا اليوم الموافق السبت، الذي يطلق عليه اليهود بالعبرية اسم يوم كيبور، أي الغفران، العاشر من شهر رمضان، أحد عناصر المفاجأة التي شلت حركة إسرائيل في الأيام الأولى للحرب.
واستندت النصيحة إلى أنه في هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقا للتعاليم اليهودية المتبعة.
وقالت: "في هذا اليوم يكون سكان إسرائيل في المنزل يتأملون، ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة".
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.