انتصف ليل الإسماعيلية، وأحاط الظلام بها، لكن نيران مدفعية الجيش الثاني ظلت تُنير طريق النصر، وتقصف مواقع العدو، ومع أول ضوءٍ ظهرَ في سماءِ سَيناء، تواصلت المعارك في البر والبحر والجو، وقد اشتد عُنفها، وزادت حِدّتها، فالدبابات والمدرعات والسياترات المجنزة تضرب في كل اتّجاه، والوحدات البحرية، والطائرات تُحلّقُ في السماء وتشتبِك، والوحدات البحريةُ تمنع العدو من الاقتراب من شواطئنا بدَت الحربُ كأنها، سلسلة مشاهد متلاحقة، من أكثر الأفلام رُعبًا وإثارة، وموسيقاها التصويرية، دويُّ المدافع وأزيز الطائرات، لكن تلك الأصوات لم تعد مُخيفةً بعد أن اعتادت عليها الأُذُن، وأصبح على الدبابة الضخمة، أن تختبِئَ من الجنديّ النحيل وصات المدرّعةُ في عينِ المقاتِل، كالعُصفور، حين تنطلقُ القذيفةُ نحوها، فتُصيبها والعدو يُحاول أن يخترق الصفوف بكل ما أُوتي من خديعة، والجنود يقفون في وجهه بعزيمةٍ لا تلين