(موسيقى افتتاحية هادئة، تعكس طابعًا تراثيًا جذابًا، ثم تتلاشى تدريجيًا مع دخول الصوت الرئيسي) زمان قالوا عَ الأصل دور، وركز وشوف، أصل النفوس الطيبة، أصل المشاعر والحواديت، أصل كل حاجة بنقابلها ونعيشها، الأصل اللي بيبان في كلامنا، في تصرفتنا، وفي الحكايات اللي بنسمعها وتسيب علامتها فينا أهلاً بيكم في بودكاست عَلى الأصل دور هنا هنرجع لأصل الحكاية، هنحكي عن الأمثال اللي كبرنا عليها، وعن قصصها ومعانيها، عن أصل كل أكلة من أكلات البيوت المصرية، عن الحواديت التراثية، الحقيقية والخرافية خليك معانا ندور سوا على الأصل (موسيقى انتقالية قصيرة) ضربوا الأعور على عينه، قال: خسرانة خسرانة دايما بتسمع المثل ده في مواقف خسارة أو فقد، بس عمرك فكرت جت ازاي؟ زمان، فلاح بسيط عايش في قرية صغيرة، شاء القدر أنه يفقد أحد عيونه في حادث، فلقبه القرويون بالأعور ورغم معاناته من السخرية، من الفلاحين ومن نظراتهم وكلامهم، قدر يصبر على ابتلائه ويتعايش لكن في يوم من الأيام، نشبت مشاجرة بينه وبين واحد من القرويين، وتطورت إلى حد الضرب، اللي طال عين القروي الأعور السليمة، فوقع على الأرض، واجتمع أهل القرية في محاولة أنهم يسعفوه ويساعدوه ولما سأله واحد منهم: إنت كويس؟، رد عليهم بحسرة وقال: خسرانة خسرانة عين أو عينين، معدش عنده شئ يخسره! ومن بعدها انتشر رد الفلاح بين أهل القرية، وبقى مثل بيتقال لحد النهاردة، مقدرتش أي جملة تتفوق عليه في إبراز مشاعر الفقد والاستسلام (موسيقى انتقالية) لا له في الثور ولا في الطحين وبترجع قصة المثل ده للعصور القديمة، وتحديدًا في أوقات الجفاف اللي كان بيعيشها الفلاح المصري كان بيتجمع الفقراء والمساكين على أبواب الطواحين، سائلين العطف من الأغنياء الطواحين دي كان بيجرها ثور كبير عشان يتحمل ثقلها ولكن أصحاب الطواحين كانوا بيطردوهم ويقولوا لهم: لا لكم في الثور ولا في الطحين، بمعنى إنهم مالهمش لازمة هنا ولازم يمشوا ومن وقتها، المثل بقى بيتقال عن أي حد ملوش علاقة بموضوع معين، لكنه بيحاول يتدخل فيه (موسيقى انتقالية) أنت على راسك ريشة؟ زمان، في واحدة من القرى، فلاح عنده دجاجة بيحبها جدًا، وفي يوم من الأيام اتسرقت الفلاح زعل جدًا، وراح لشيخ القرية علشان يحكيله اللي حصل شيخ القرية كان راجل حكيم، فجمع أهل القرية كلهم، وصرح وقال: إن دجاجة القروي ده اتسرقت، وإنه عارف كويس مين اللي سرقها، ولو السارق مش هيعترف، هو هيقول اسمه قدام الناس الشيخ كان بيتكلم بهدوء، لكنه كان بيراقب ردود فعل كل اللي حواليه وفجأة، واحد من أهل القرية سأله: إنت تعرف السارق؟ رد الشيخ: أيوة أعرفه القروي سأله تاني: هو قاعد معانا دلوقتي؟ الشيخ: أيوة قاعد معانا القروي: طيب شكله إيه؟ وهنا الشيخ قال: اللي على راسه ريشة الشيخ كان يقصد إن اللي سرق الدجاجة أكيد ريشة منها مسكت في شعره وهو بيسرقها وفجأة، الأنظار كلها اتوجهت لواحد من القرويين، واللي من غير ما يحس، حط إيده على راسه عشان يتأكد إن مفيش حاجة وكده كل الناس عرفوا إنه هو السارق ومن هنا جت المقولة اللي بتقول: اللي على راسه ريشة، وبقى المثل بيتقال على الشخص اللي بيكشف نفسه بسبب تصرفاته الغريبة والعفوية لما يحس إنه متهم (موسيقى انتقالية) الأمثال والحكايات مش مجرد كلام بيتقال وخلاص، دي دروس متوارثة، كل كلمة فيها ليها أصل، وكل مثل وراه حد عاشه وحس بيه قبل ما يوصل لينا عَ الأصل دُور والرحلة لسه مكملة، استنونا في الحلقات الجاية علشان نرجع مع بعض لأصل حكايات تانية! (موسيقى ختامية تتلاشى تدريجيًا)