إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ نَبِيِّهِ صَالِحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) فَالمُجِيبُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يُجِيبُ سُؤَالَ مَنْ سَأَلَهُ وَدُعَاءَ مَنْ دَعَاهُ، وَيُغِيثُ المُسْتَغِيثَ، وَيُجِيبُ المُضْطَرَّ فَهُوَ المَدْعُوُّ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، المَرْجُوُّ عِنْدَ النَّوَازِلِ قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وَقَالَ تَعَالَى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) أَيْ: وَلَوْ كَانَ كَافِرًا وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَلِأَحْمَدَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ أَكْشِفُهُ عَنْهُ؟ قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَعَنْ عَلِيٍّ يَرْفَعُهُ: أَلَا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى؟ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى، قَالَ الهَيْثَمِيُّ: وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ وَقَدْ صَرَّحَ ابْنُ إِسْحَاقَ بِالسَّمَاعِ، وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ مُغُلْطَايْ وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ يَرْفَعُهُ: (هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ؟ فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجِهَا أَوْ عَشَّارًا) قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَعَنْ أَبِي تَمِيمِيَّةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَ: نَعَمْ قَالَ: مَا تَدْعُو؟ قَالَ: أَدْعُو اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ مَنْ إِذَا كَانَ لَكَ ضُرٌّ فَدَعْوَتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ فَأَضْلَلْتَ فَدَعْوَتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ قال الهيثمي: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ الْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَرْفَعُهُ، قَالَ: أَلَا مُقْتِرٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مَظْلُومٌ يَدْعُونِي فَأَنْصُرَهُ؟ أَلَا عَانٍ فَأَفُكُّ عَنْهُ؟ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ