آخر مملكة لبني اسرائيل في التاريخ: يذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في خبر خراب بيت المقدس أن الله سبحانه وتعالى أرسل على بني إسرائيل جنوداً غلاظاً عتاة وهم جنود الملك بُختُ نَصَر الذي قدم إليهم من العراق فصالح ملكهم الذي كان من آل داوود وأخذ معه الرهائن واتجه عائداً إلى بلاده وفي طريقه سمع بأن بني إسرائيل ثاروا على ملكهم وقتلوه لأنه صالح بختنصر فعاد اليهم بجنوده فسبى ونهب واغتصب وقتل وشرد وأسر العديد من بني إسرائيل وأخرج النبي إرميا من السجن بعد أن وضعه بنو إسرائيل فيه لما حذرهم من أن الله أرسل عليهم ملكاً سيقضي عليهم وقص عليه النبي قصته فقال له بختنصر بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم وهي كانت عادة بني إسرائيل في الرسل، ويتابع الطبري في تاريخه القصة فيقول: فاجتمع إليه من بقي من ضعفاء بني إسرائيل فقالوا: إنا قد أسأنا وظلمنا، ونحن نتوب إلى الله مما صنعنا، فادع الله أن يقبل توبتنا فدعا ربه فأوحى إليه أنهم غير فاعلين، فإن كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلدة، فأخبرهم بما أمرهم الله به، فقالوا: كيف نقيم ببلدة قد خربت وغضب الله على أهلها! فأبوا أن يقيموا، فكتب بختنصر إلى ملك مصر: إن عبيداً لي هربوا مني إليك، فسرحهم إلي وإلا غزوتك وأوطأت بلادك الخيل فكتب إليه ملك مصر: ما هم بعبيدك، ولكنهم الأحرار أبناء الأحرار، فغزاه بختنصر فقتله، وسبى أهل مصر، ثم سار في أرض المغرب، حتى بلغ أقصى تلك الناحية، ثم انطلق بسبي كثير من أهل فلسطين والأردن، فيهم دانيال وغيره من الأنبياء قَالَ: وفي ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل، ونزل بعضهم أرض الحجاز بيثرب ووادي القرى، وغيرها