رِحْلَةُ عَليٍّ: مَا بَيْنَ الْحُلْمِ وَالنَّارِ
عَلِيٌّ، شَابٌّ فَقَدَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الأَمَل بَدَأَ رِحْلَتَهُ مِنْ تُرْكِيَا، عَابِرًا الْحُدُودَ لَيْلًا، مُخْتَبِئًا فِي شَاحِنَةٍ بَارِدَةٍ، نَاجِيًا مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَصَلَ إِلَى إِيطَالْيَا مُتَخَفِّيًا، يَنَامُ فِي الْمَحَطَّاتِ، وَيَأْكُلُ مِنْ بَقَايَا الطَّعَامِ فِي فَرَنْسَا، جَرَى مِنَ الشُّرْطَةِ، وَفِي أَلْمَانْيَا، بَاتَ فِي الْغَابَاتِ كَانَ يَحْمِلُ صُورَةَ أُمِّهِ فِي جَيْبِهِ، تُذَكِّرُهُ لِمَاذَا يُقَاتِلُ لِلْوُصُولِ بَعْدَ شُهُورٍ، وَصَلَ إِلَى هُولَنْدَا، وَطَلَبَ اللُّجُوءَ لَمْ يَجِدْ ذَهَبًا، وَلَكِنْ وَجَدَ سَكِينَةً، وَغُرْفَةً دَافِئَةً، وَكِتَابًا يَتَعَلَّمُ مِنْهُ لُغَةً جَدِيدَةً