العجوز والمصباح في أحد الأحياء القديمة، كان هناك رجل عجوز يُدعى سالم، يعيش وحيدًا في بيت صغير متهالك كان لا يملك كثيرًا من المال، لكن قلبه كان مليئًا بالحب والعطاء كل مساء، كان يشعل مصباحًا صغيرًا أمام منزله، يضعه على عتبة الباب مرّ به أحد الشباب يوماً وسأله باستهزاء: يا عم سالم، لماذا تُضيء المصباح كل ليلة وأنت لا تخرج من بيتك؟ بل حتى الحي كله شبه مظلم! لمن تضيء هذا النور؟ ابتسم سالم بهدوء وقال: يا بُني، أنا لا أشعل المصباح لأني أحتاجه، بل لأني أعلم أن هناك مَن قد يمرّ هنا ليلًا قد يكون عابر سبيل، أو شخص تاه في الطريق، أو حتى طفل خائف أُضيئه لأني لا أحب أن يضل أحد في الظلام كما ضللت أنا كثيراً في حياتي سكت الشاب قليلاً، ثم مضى في طريقه يفكر بكلام العجوز في تلك الليلة، بينما كان المطر ينهمر بغزارة، وجد الشاب نفسه عالقًا في الشارع بعد أن تعطلت سيارته، وكانت الكهرباء مقطوعة في أغلب الأحياء سار على قدميه وسط الظلام، حتى لاح له ضوء صغير بعيد كان ضوء مصباح سالم توجه نحوه، فاستقبله العجوز بابتسامة، وفتح له بابه منذ ذلك اليوم، لم يمرّ ليل دون أن يُضيء الشاب مصباحًا أمام بيته