عندما حمل الكل سلاحه على كتفه ليحارب من أجل الجزائر حملت أنا كلماتي وأطلقت صوتي وتغنيت بالجزائر أحببت الجزائر حتى الموت فكانت ألحاني سلاحي في معركة التحرير في قلب تيارت العريقة ولدت يوم الثاني عشر من أوت سنة 1927 في حي رأس السوق، وتحديدًا في حوش المعاشات تكفلت والدتي بتربيتي بعد وفاة أبي وبدأ اهتمامي بالفن منذ الصغر أسرتني قصيدة مولاة الحايك للشاعر الثوري محمد بلطرش وهو ما دفعني لتعلم الموسيقى ودخول مجال الفن رغم صغر سني أسست بنفسي فرقة فنية سميتها حينئذ سفير الطرب وطفت بعدة مناطق وصولا لتونس ومصر كانت الفرقة امتدادا فنيا للحركة الوطنية مع حزب أحباب البيان ثم جبهة التحرير الوطني جعلت من المسرح والغناء وسيلة لإحياء الروح الثورية لم يكن فني ترفًا بل كان صرخة ضد المستعمر ألفت مجموعة من الأغاني ذات البعد الوطني مثل يا بابور، زايرت سيدي خالد، تحت السما،الجزائر كانت أغانٍ نعم ، لكنها كانت أيضًا رسائل مشفّرة، تخترق صمت الاستعمار وتحرض على الكرامة وحين صمت الآخرون، أنشدت لوطني: أنغام الجزائر المعروفة بلحن أخّاذ وصفت جمال الجزائر والتي جاء في مطلعها: يا ناس أما هُو حبي الأكبر يا ناس أما هُو عزي الأكبر لو تسألوني نفرح ونبشّر ونقول بلادي الجزائر وهي القصيدة التي كانت ردا ملؤه الفخر والأنفة على خذلان فريد الأطرش للجزائر خلال فترة الاستعمار تنبه المستعمر الفرنسي لتأثير أغانيّ الثورية في تأجيج الروح الثورية فاختطفني رفقة اثنين من إخواني وهما محمد جهلان وبن سترة الجيلالي يوم 8 جوان 1958 قتلونا رميا بالرصاص ثم اقتادوا أجسادنا إلى ساحة كارنو أو ساحة الشهداء بتيارت مثل ما يطلق عليها اليوم ونكلوا بأجسادنا أمام جمع الجزائريين لبث الرعب في نفوسهم أرادوا طمس صوتي لكنهم لم يعلموا أنهم أحيوا رمزًا خالدًا في ذاكرة الجزائر