مُنذُ آلَافِ السِّنِينَ، سَكَنَتِ الحَضَارَاتُ ضِفَافَ الأَنْهَارِ، حَيْثُ شَكَّلَتِ المِيَاهُ شِرْيَانَ الحَيَاةِ، وَمَهْدًا لِقِيَامِ أَعْظَمِ المُدُنِ فِي قَلْبِ بِلَادِ الرَّافِدَيْنِ، وُلِدَتِ الكِتَابَةُ، وَتَكَوَّنَتْ أُولَى القَوَانِينِ الَّتِي نَظَّمَتِ المُجْتَمَعَاتِ البَشَرِيَّةِ اليَوْمَ، وَبَيْنَ أَنْقَاضِ التَّارِيخِ وَصَدَى الأَزْمِنَةِ الغَابِرَةِ، مَا زَالَتْ آثَارُهُمْ تَنْطِقُ بِالحِكْمَةِ، وَتَرْوِي قِصَصَ الإِنْجَازِ وَالصِّرَاعِ وَالبَقَاءِ هَذِهِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ أَطْلَالٍ إِنَّهَا ذَاكِرَةُ الإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي مَا زَالَتْ تَنْبِضُ بِالحَيَاةِ