عينات تعليق صوتي مشابهة
معلومات عن العينة
برامج التحرير
Adobe audition تم استخدام هذا البرنامج
معدات التسجيل
Mic boya M1 و غرفة معزولة بشكل جيد و لابتوب
نشر في: 06 سبتمبر 2023
آخر تعديل: 10 مايو 2024
الشخصيات
هذه العينة الصوتية لمشروع سابق تم تنفيذه، وتم استخدام التسجيل في إنتاج فيديو موشن جرافيك، وهي تحتوى على شخصية واحدة.
السكربت
مُقَدمَة تشْويقيَّة الإمَام الأعْظم وَأحَد اَلأئِمة الأرْبعة ، جَمْع بَيْن الفقْه والْعبادة ، كان لَه مَذهَبِه اَلفرِيد فِي بَيَان أَحكَام اللَّه ، وعاصر فَتَرات مُتَميزَة مِن التَّاريخ ، قال عنه الشَّافعي النَّاس فِي الفقْه عِيَال عَلِي أَبِي حَنِيفَة نستمع إلي قصة أبا حنيفة على منصة أهلة علي يوتيوب و انستجرام _________________ افتتاحية بَيْن نَسَمات نَهْر اَلفُرات ، وَفِي أَجوَاء مَدِينَة اَلكُوفة الواسعة ، وُلِد لِلتَّاجر الميْسور ( ثَابِت بْن مِرْزبَان ) الفارسيَّ الأصْل ، ولد أَسمَاه النُّعْمان ، كان ذَلِك عام ثمانين هِجْريًّا ، وَلمَّا رآه أمير المؤْمنين عَلِي بْن أَبِي طَالِب دعَا لَه بِالْبركة فِيه وَفِي ذُرِّيَّته اِسْتجَاب اَللَّه لِتلْك الدَّعْوة ، فقد حَبَاه يَقظَة وَفِطنَة ، ونهمًا لِلْعلْم حَتَّى لٌَقب أبَا حَنِيفَة ، وَكَان أَهْل العرَاق قديمًا يُطْلقون عَلِي المحْبرة اَلتِي تُسْتخْدَم فِي الكتابة ( حَنِيفَة ) ، وهكذَا لَقبُوه لِكثْرة اِهْتمامه بِتحْصِيل العلم النشأة نشأ أَبُو حَنِيفَة لِأسْرة تِجارِيَّة كَرِيمَة وَصالِحة لَهَا اِتِّصالاً بِالْإمام عَلِي رَضِي اَللَّه عَنْه ، فَحفِظ اَلقُرآن فِي صِغَره ، وأخْذ القراءة عن الإمَام عَاصِم بْن أَبِي النَّجود أحد اَلقُراء السَّبْعة وَهُو صَاحِب رِواية حَفْص ، تَمتعَت أُسْرته بِنزْعة عَقلِية لِمَا كَانَت عليْه مِن عمل بِالتِّجارة ، وَرِث أَبُو حَنِيفَة هَذِه النَّزْعة ، كمَا وَرِث العمل بِالتِّجارة الجو العام في العراق وتوجه أبو حنيفة لعلم الكلام وَفِي هذَا الوقْتِ ، كَانَت العرَاق والْكوفة بِالتَّحْديد مَرْكَزا يَتَمتَّع بِوجود اَلكثِير مِن الارْآء والْعقائد المخْتلفة ، بِالْإضافة إِلى حَرَكات تَرجمَة اَلعُلوم وَخَاصَّة الفلْسفة اليونانيَّة ، فاتَّجه فِي بِدايَته إِلى عِلْم الكلَام وَهمَا ( الفلْسفة والْمنْطق ) ، وقد وجد أَبُو حَنِيفَة فِيهمَا إِعْمالا لِلْعقْل والتَّفْكير ، فَمضِي يُذَاكِر شُؤُون العقائد اَلأُخرى ، ويجادل فِيهَا ، إِلى أن أَصبَح ذَو شَأْن فِي هذَا يُشَار إِلَيه بِالْبنان ، وَأتخِذ حَلقَة خَاصَّة بِه فِي مَسجِد اَلكُوفة يُجَالِس طُلَّابه المريدون لِهَذه اَلعُلوم ، وَكَان لََا يَزَال فِي العشْرين مِن عُمْرِه بداية اتجاه إلى الفقه وَفِي أحد الأيَّام بيْنمَا كان يَجلِس فِي حَلقَتِه القريبة مِن حَلقَة اَلفقِيه ( حَمَّاد بْن أَبِي سُليْمَان ) ، أتتْه اِمرأَة تَسألُه عن مَسْأَلة فِقْهيَّة ، فلم يعْرفْهَا وَأمرِها أن تَسأَل حمَّادًا ، ثُمَّ بعْدِها تَعُود إِلَيه لِتخْبِره بِمَا قال ، فَلمَّا عِلْم إِجابة حَمَّاد ، قَرَّر أَبُو حَنِيفَة أن يَترُك عِلْم الكلَام لِمَا فِيه مِن حِدَّة ويخْتَار مَا يَنفَع ، فَيُروِي عَنْه أَنَّه جعل يَسأَل عن تَعلُّم اَلقُرآن والْحديث والشِّعْر والنَّحْو حَتَّى وصل إِلى عِلْم الفقْه قال : فَإِن تَعلمَت الفقْه ؟ ، قَالُوا تُسأَل وَتُفتِي النَّاس ، وَتُطلَّب لِلْقضَاء وَإِن كُنْت شابًّا ، فَقَال : لَيْس فِي اَلعُلوم أَنفَع مِن هذَا هَكذَا لَزِم أَبُو حَنِيفَة أُسْتاذه ( حَمَّاد بْن أَبِي سُليْمَان ) ثَمانِية عشر عامًا يَتَلقَّى مِنْه العلم ، فَكَان حَمَّاد عالمًا عظيمًا وَقرَّب أبي حَنِيفَة مِنْه لَمَا رأى فِيه مِن ذَكَاء وَقدُرات عِلْميَّة ، وَكَان يقْصده فِي بَيتِه وينْتظره عِنْد اَلْباب حَتَّى يَخرُج لِصلاته ، فيسْأَله ويصْحَبه ، وَكَان إِذَا اِحْتَاج شَيخُه إِلى شَيْء قام هُو على خِدْمته واسْتَمرَّ هذَا اَلْحال إِلى أنَّ تُوفِّي اَلفقِيه ، واتَّفق أَصحَاب حَلقَة العلْم على أن يَخلُفه أَبُو حَنِيفَة ولم يَكُن هُنَاك مَعاهِد تَمنَح الدَّرجات العلْميَّة فِي هذَا الزَّمَان ، بل كان نِظَام الإجازة ، اَلتِي يُعْطيهَا العالم لَمِن يَرَاه أهْلا لَهَا ، ويشْهد لَه العلماء هُو النِّظَام القائم تفرد أبو حنيفة بين الأئمة وشرح عصره إِنَّ أبًا حَنِيفَة يَختَلِف فِي نَشأَتِه عن بَقيَّة اَلأئِمة ( مَالِك وأحْمد والشَّافعيِّ ) ، فَهُو لَم يَطلُب العلم فِي صِغَره مثَّلهم ، بل كان تَاجِراً يَتَردَّد إِلى السُّوق فلم يَتَحوَّل إِلى عِلْم الفقْه إِلَّا فِي شَبابِه كمَا أنَّ عَصرَه مُخْتَلِف أيْضًا ، يَدُور بَيْن الخلافة الأمويَّة والْعبَّاسيَّة ، وَلِهذَا العصْر مُقوِّماته المميَّزة فَقْد تَوسعَت أَطرَاف العالم الإسْلاميِّ لِتَصل الدَّوْلة العبَّاسيَّة إِلى مضيق الباسْفور وَإقلِيم كشْمير وَجَزيرَة صِقلِّيَّة وإيطالْيَا ، مِمَّا أَدَّى إِلى الحاجة لِفَهم تِلْك المتغيِّرات الحضاريَّة والثَّقافيَّة والاجْتماعيَّة اَلتِي أَمسَت جَدِيدَة على فُقَهاء ذَلِك العصْر ، فَكَان علي اَلفقِيه أن يَكُون على دِراية جَيدَة بِبيئَته وَمتصِلا بِهَا اِتِّصالا قويًّا لِكيْ يَكُون قادرًا على حلِّ مشاكلهَا وقضاياهَا ، وَهذَا مَا كان عليْه أَبُو حَنِيفَة ، فقد كان أَعلَم النَّاس بِقضايَا عَصرِه وأفْقههم فِيهَا الفرق بين المنهج القياسي ومنهج الرأي كمَا ساد هذَا العصْر مَنْهَجين فِي الفقْه والتَّشْريع وغيْرهمَا مِن اَلعُلوم ، وَهمَا المنْهج اَلنقْلِي أو مَنهَج الأثر ، والْمنْهج القياسيُّ أو مَنهَج الرَّأْي ، اِلتقَت هَذِه المذاهب فِي الفقْه وَكُل مِنْهمَا يُوَافِق ويخالف الآخر ، ويؤثِّر ويتأَثَّر بِه وَدخَل المنْهج القياسيُّ الأقْطار الإسْلاميَّة عن طريق تَرجمَة اَلعُلوم اليونانيَّة مِثْل الفلْسفة ، وَمِنهَا تَفاعُل المنْهج اَلنقْلِي معه وَكثُر بَحْث الفقهاء عن الأسْباب اَلتِي تَقُوم عليْهَا الأحْكام الشَّرْعيَّة وَمِن ثمَّ يَكُون مِن اَلممْكِن قِيَاس المجْهول على المعْلوم ورغْم أنَّ أبًا حَنِيفَة أَخْذ العلم عن ابْن أَبِي سُليْمَان والنَّخْعي ، وكانَا مِن عُلَماء الرَّأْي ، إِلَّا أنَّ الثَّابتَ تاريخياً بِلَا شكِّ أَنَّه قد اِتَّصل كثيرًا بِفقهَاء ذَوِي نَزَعات مُختلفَة ، مِمَّا سَاهَم فِي تَكوِين آرائه وبناء مَذهَبِه موجز منهج أبو حنيفة وقيمه ويُمْكننَا بِكثير مِن التَّبْسيط أن نَشرَح مَذهَب أَبي حَنِيفَة بِأَنه كان يَأخُذ مِن الكتَاب والسُّنَّة والْأقْوال الصَّحيحة ، ثُمَّ يقيس بَعْد عليْهَا وكانتْ لَه طريقَته المميَّزة فِي اِسْتنْباط الأحْكام الفقْهيَّة ، كمَا اِهْتمَّ فِي مَذهَبِه بِالتَّيْسير فِي العبادات والْمعاملات وَذلِك مِن أُسُس الشَّريعة الإسْلاميَّة ، رعى جَانِب اَلفقِير والضَّيْف ، وسعْي لِتصْحِيح تصرُّفَات الإنْسان ورعاية حُرِّيَّته وإنْسانيَّته صفاته يَصفُه مُعاصِره وتلاميذه بِأَنه كان عظيم اَلبَر بِوالديْه ,و أساتذته ، كثير العبادة لا يَنَام مِن اللَّيْل إِلَّا اَلقلِيل ، حَتَّى أُطلَق عليْه لَقب الوتد لِكثْرة صِلاته ، وَكَان كريمًا ، شديد العناية بِأصْحابه وتلاميذه ، وعنْه يَقُول الشَّافعي من أَرَاد أن يَعرِف الفقْه فليْلزم أبا حَنِيفَة وأصْحابه ، فَإِن النَّاس كُلهُم عِيَال عليْه فِي الفقْه وَكأَي عَالَم جليل يَتفِق أو يَختَلِف معه اَلكثِير ، كان لَابُد من أن يَختَلِف الفقهاء فِي ذَلِك العصْر ، فقد كان عَصْر الاجْتهاد لِبيان أَحكَام اَللَّه فِيمَا يَجِد مِن مُشكلَات ومعاملات جَدِيدَة ، وَلَكننَا نَجِد أنَّ المسْتشْرق ( جُولْدتسهير ) يَنسُب لَه الفضْل فِي وَضْع أُصُول الفقْه الإسْلاميِّ على المنْهج القياسيِّ تعرضه للمحن ولم يَنْحاز أَبُو حَنِيفَة لِخليفة أو مَلِك فَلِم يَقبَل يوْمًا عطاياهم ، كان حسْن اَلمنْطِق ، شديدًا فِي الحَق ، تَعرَّض لِمحن كَثِيرَة ، مِنهَا رَفضُه مرَّتيْنِ لِتولِّي القضَاء فِي زَمَان الأمويِّين وبعْدهَا العبَّاسيِّين ، مِمَّا أَدَّى إِلى سِجْنِه أبرز تلاميذه إمَام مَثَّل أبا حَنِيفَة كان لَه تَلامِيذ كُثُر أَبرزِهم أَبُو يُوسُف اَلذِي قاد حلْقته بَعْد وَفاتِه وأصْبح قَاضِي اَلقُضاة ، وَهُو مِن نَشْر أُصُول الفقْه الحنَفيِّ اَلتِي أَسسَها أُسْتاذه ، وتلْميذه مُحمَّد بْن الحسن الشَّيْباني وَكَان عُمرُه يَوْم تُوفِّي الإمَام ثَمانِي عَشرَة سنة ، لَكنَّه أتمَّ دِراسَته لِلْفقْه على يد أَبِي يُوسُف وتولِّي القضَاء فِي عَهْد الخليفة الرشِيد وفاته تُوفِّي أَبُو حَنِيفَة فِي النِّصْف مِن شَوَّال عام مِئة وَخمسِين هِجْريًّا عظيم الأمانة جليلا كبيرًا ، يُؤثِّر رَضِي ربُّه على كُلِّ شَيْء ، تَستَقِي اَلأُمة مِن أَنوَار مَذهَبِه حَتَّى الآن