شهرزاد: كان يا مكان فى بعيد البلدان ملكاً يسهر ولا ينام إلا على قصص الأنس والجان وقد بلغنى أيها الملك السعيد أنه فى قديم الزمان وسالف العصر والأوان بدمشق الشام، ملكاً من الخلفاء يسمى عبد الملك بن مروان وكان جالساً بيومًا من الأيام وعنده أكابر دولته من الملوك والسلاطين فوقعت بينهم أحاديثاً حول الأمم السالفة، وتذكروا أخبار سيدنا سليمان بن داود، عليهما السلام وما اعطاه الله تعالى فى الملك والحكم فى الأنس والجان والطير والوحوش وغير ذلك وقالوا قد سمعنا مِن مَن كان قبلنا أن الله سبحانه تعالى لم يعطى أحداً مثل ما أعطى سيدنا سليمان وأنه وصل إلى شيئاً لم يصل إليه أحد، حتى أنه كان يسجن الجن والماردة فى قماقم من نحاس ويسبك عليهم بالرصاص ويختم عليهم بخاتمه وأخبر طللب بن سهل أحد الأكابر، أن رجلاً نزل فى مركب مع جماعة وانحدروا إلى بلاد الهند ولم يزالوا سائرين حتى طلع عليهم ريح فوجههم ذلك الريح إلى أرضاً من أراضى الله تعالى وكان ذاك فى سواد الليل، وأكمل طالب طالب بن سهل: فلما أشرق النهار خرج إليهم من تلك الأرض أقواماً لم يتعرفوا عليها عراه الأجسام وليس منهم أحداً يعرف العربية غير ملكهم فلما راوا المركب ومن فيها خرج إليهم فى جماعة من أصحابه فسلم عليهم ورحب بهم وسألهم عن دينهم فأخبروه بحالهم، فقال لهم لا بئس عليكم وحين سألهم عن دينيهم كان كل واحداً منهم على دينياً من الأديان فسألهم الملك الملك: وماذا عن دين الأسلام؟ وبعثه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ طالب بن سهل: فقال أهل المركب نحن لا نعرفه