الخادمة: هوني عليك سيدتي أنا رؤيتك هكذا تدمي قلبي؟ آنا: لقد ذبحت ذبحني ذلك الخبيث دون جوان، ذبحني في أعز ما امتلكت يوما الخادمة: لقد كان خطبا بشعا سيدتي دونا أنا، ولكنها الحياة لابد أن تمر آنا آه لو تمكنت من هذا اللعين، لأكلت جسمه قطعة قطعة على ما أفقدني الخادمة : هوني عليك يا دونا آنا، وفي صلواتك ابتهلي كل يخلص الرب سيدي دون ألفارو من الشقاء في الحياة الأبدية، ولا تجزعي والتفتي لنفسك قليلا آنا : ماذا تقصدين أيتها اللعينة الخائنة؟ الخادمة: لا لا لا شيء يا سيدتي ومولاتي آنا: ستقولين كما يقولون، دونا أنا بارعة الحسن والجمال لابد أن تنزوي بين أحضان رجل آخر، إن دون ألفارو لم يكن ليفعل لو كنت مكانه، آه أيها التعيس الخادمة: اسمعيني يا سيدتي أنت شابة حسناء بارعة الجمال، إن إشبيلية وتخوم مدريد تتسامع بحسنك الذي أبقاه دون ألفارو حبيس تلك الغرفة، أبعده عن العيون وصانك لنفسه، والآن مات الدون الفارو و آنا: ووجب الوفاء لألفارو أكثر، والسعي للانتقام القاسي ممن قتله، لماذا لم يقولوا أين نفوا ذلك اللعين لماذا ؟ لكنت أرسلت له رجالا ففتكوا به وجؤوني بجثته فوضعتها أمام تمثال ألفارو الحجري، الذي يخلد ذكراه في المدينة كما هي خالدة في قلبي الخادمة: وعمرك وزهرة شبابك وكل هذا الجمال الذي لا تسعه مرآة فحسب؟! أنا : هذا جمال حزين، وجسد كالوردة الذائبة، لون بلا طعم ولا رائحة وغدا يأفل تمامًا وتتككسؤ وريقاته