غَزَّةُ صَرْخَةٌ بِلا مُجِيبٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَمُرُّ، يُضَافُ فَصْلٌ جَدِيدٌ إِلَى كِتَابِ الأَلَمِ فِي غَزَّةَ عَامٌ مَضَى عَامٌ مَلِيءٌ بِالدُّمُوعِ وَالْآلَامِ، حَيْثُ تَتَسَاقَطُ الأَرْوَاحُ الطَّاهِرَةُ وَتُهْدَمُ الْبُيُوتُ فَوْقَ رُؤُوسِ أَهْلِهَا، وَالْعَالَمُ الإِسْلَامِيُّ لَا يَزَالُ فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ مِنْ غَزَّةَ، تَرْتَفِعُ الصَّرَخَاتُ، لَكِنَّ الآذَانَ صَمَّاءُ، وَالْعُيُونُ مُتَغَافِلَةٌ يَا غَزَّةُ كَمْ مِنْ مَرَّةٍ تَوَهَّمْتِ أَنَّ أَبْنَاءَ دِينِكِ سَيَهُبُّونَ لِنَجْدَتِكِ، كَمْ مِنْ مَرَّةٍ ظَنَنْتِ أَنَّ جُرْحَكِ هُوَ جُرْحُهُمْ، وَأَنَّ أَلَمَكِ هُوَ أَلَمُهُمْ لَكِنَّ، لِلْأَسَفِ، كَانَتِ الرُّدُودُ عِبَارَاتٍ جَوْفَاءَ وَمَوَاقِفَ عَابِرَةً، وَكَأَنَّ الْحِصَارَ لَيْسَ حِصَارَهُمْ، وَكَأَنَّ الْمُعَانَاةَ لَيْسَتْ مُعَانَاتَهُمْ غَزَّةُ لَيْسَتْ وَحْدَهَا فِي هَذَا الظَّلَامِ سُورِيَا اِنْهَارَتْ تَحْتَ وَطْأَةِ الْحَرْبِ، لُبْنَانُ تَعِيشُ فِي ظِلِّ الِانْهِيارِ وَالْفَسَادِ، وَالْيَمَنُ تُنْهَشُ مِنَ الدَّاخِلِ نَفْسُ الْمَصِيرِ، نَفْسُ الأَلَمِ، وَنَفْسُ التَّجَاهُلِ وَكَأَنَّ الْمَصَائِبَ اجْتَمَعَتْ عَلَى شُعُوبِنَا، بَيْنَمَا قَادَةُ الْأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ مَنْشَغِلُونَ فِي مَصَالِحِهِمُ الضَّيِّقَةِ، وَكَأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ الدَّمَارَ الَّذِي يُحِيطُ بِهِمْ فِي زَمَنٍ كَانَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ جَسَدًا وَاحِدًا، يُغِيثُ الْقَوِيُّ الضَّعِيفَ، وَيَقِفُ الْجَمِيعُ صَفًّا وَاحِدًا فِي مُوَاجَهَةِ الظُّلْمِ، أَصْبَحْنَا الآنَ أَشْلَاءً مُتَفَرِّقَةً وَبَدَلًا مِنْ أَنْ نَكُونَ عَوْنًا لِبَعْضِنَا، تَحَوَّلَتْ أُمَّةُ الْمِلْيَارِ إِلَى شُهُودٍ عَلَى الْمَأْسَاةِ غَزَّةُ تَصْرُخُ، الْيَمَنُ يَتَأَلَّمُ، سُورِيَا تَغْرَقُ، وَلُبْنَانُ يَنْزِفُ، لَكِنَّ الْأُمَّةَ نَائِمَةٌ تُرَاقِبُ بِصَمْتٍ يَا غَزَّةُ، يَا رَمْزَ الصُّمُودِ، مَهْمَا طَالَ اللَّيْلُ، سَيَأْتِي الْفَجْرُ، وَمَهْمَا زَادَ الْجُرْحُ، سَيَنْدَمِلُ يَوْمًا فَالتَّارِيخُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ الْعَدَالَةَ قَدْ تَتَأَخَّرُ، وَلَكِنَّهَا لَا تَمُوتُ وَلَا عَزَاءَ لَنَا إِلَّا أَنْ نَرْفَعَ الدُّعَاءَ، عَسَى أَنْ تَسْتَفِيقَ الْأُمَّةُ مِنْ غَفْلَتِهَا، وَتَعُودَ لِرُشْدِهَا، قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الأَوَانُ قَدْ فَاتَ