فقرة من كتاب صوتي يتحدث عن اللغة العربية

عرف أعداء الإسلام كما أشرنا من قبل أثر هذه اللغة في بناء حياة العرب والمسلمين وقيمتها في حفظ كيان الإسلام وفهم القرآن، فجندوا لحربها طائفة كبيرة من دهاقينهم واندفع وراء هؤلاء نفر من أبناء أمتنا عن علم أو عن غير علم، يؤيدونهم في دعوتهم ويظاهرونهم في حربهم، ويدعون للأخذ بخططهم ومشروعاتهم وقد رأى هؤلاء الأعداء أن السيطرة على الأقوام لا تكون بالحديد والنار فحسب، وإنما تكون بالسيطرة على العقول وأن السبيل إلى ذلك إنما يكون بإضعاف لغة الأمة ومحوها، حتى تبعد الشقة بين الشعوب وماضيها، وتتقطع الأسباب بينها وبين ترائها فتغذو كإنسان فقد ذاكرته، وأصبح لا يملك من قوة ماضيه ما يعينه على دعم حاضره، ولا يجد في تراث أمسه ما يسد به حاجة يومه، وبذلك يستكين لسلطانها ويخضع لطغيانها، بعد أن بات شعبا لا ماضي له