نعودُ مرةً أخرى إلى أجواءِ مكةَ فلما اشتدَّ الأذَى على الرسولِ في مكةَ فكَّرَ بإيحاءٍ من اللهِ عزَّ وجلَّ الخروجَ إلى الطائفِ التي تبعُدُ حوالَي مِئةً وعشرَ كيلو متراتٍ عن مكةَ ودعوتَهم إلى توحيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ وكانَ معظمُ أغنياءِ مكةَ يملِكونَ بها فُروعًا تِجاريةً وبيوتًا وكانوا يُحِبونَ الذِهابَ إليها في الصَّيف وقد خرجَ ماشيًا ومعه زيدُ ابنُ حارثةَ رضيَ اللهُ عنه من مكةَ حتى لا يشعرَ المشركونَ أنه مسافرٌ إلى مكانٍ بعيد وسارَ الرسولُ تلكَ المسافةِ على قدمَيهِ أملًا من اللهِ عزَّ وجلَّ أن تلقَى دعوةُ التوحيدِ قبولًا عندَ أهلِ الطائف فلما وصلَ إلى الطائفِ عَمَدَ إلى أبناءِ عمرٍو بنِ عُمَيرٍ الثَّقَفِيِّ وهُم ثلاثةُ إخوةٍ من رُؤساءِ ثَقيفٍ، ودَعاهم إلى توحيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتركِ ما دونَه من شِركٍ وبشَّرَهم بالجنةِ وأنذرَهم من النارِ ودعاهُم لنُصرَةِ الإسلام