كانَ ياما كان في سالفِ العصرِ والأوانِ، سهلٌ بعيدٌ واسعٌ، وعلى الرَّغمِ من أنَّ هذا السَّهلَ كثيرُ المياهِ والأشجارِ، مليءٌ بالزُّرُوعِ والأنعامِ، إلَّا أنَّ الحيواناتِ لمْ تكنْ تَنعمُ فيهِ بالسَّلامِ والسَّعادةِ أبدًا، فقدْ كانَ يعيشُ فيهِ أسدٌ متجبِّرٌ، اِشتُهرَ بسرعةِ غضبِهِ وضَراوتِه كان لا يَسْلَمُ من بطشِهِ أيُّ حيوانٍ، لذلكَ كانتِ الحيواناتُ تبقى حبيسةً في بُيوتِها طِيلةَ اليومِ، ولا تخرُجُ للبحثِ عنِ الطَّعامِ إلَّا بعدَ أنْ ينامَ الأسد في أحدِ الأيامِ، هرَبَ النَّومُ من عينَيِّ الثَّورِ، فقدْ كان يفكِّرُ ويفكِّرُ طِيلةَ اللَّيلِ، وما إنِ انبثقَ شعاعُ الشَّمسِ، وقبلَ أنْ يستيقِظَ الأسدُ، ذهبَ الثَّورُ إلى وراءِ التلَّةِ الخضراءِ نادى على الحيواناتِ حتى أتتْ، فقالَ: اِسمعُوني يا أصدقاء ليسَ مِنَ المعقولِ أنْ نبقى على هذهِ الحالِ، ونظلَّ هكذَا مَحبُوسِينَ في بُيوتِنَا طِيلةَ النهارِ، وإِذا ما خرجَ أحدُنا لقضاءِ أمرٍ ما، انقضَّ عليهِ الأسد عندي فِكرةٌ ستجعلُ الأسدَ حبيسَ عرينِهِ، وتجعلُنَا نتجوَّلُ كما نريد هتفَتِ الحيواناتُ: رائعٌ ما تقولُ، هيّا نفِّذْ فِكرَتَكَ، فجميعُنا موافقٌ بالطَّبع