في كُلِّ لَيْلَةٍ، كَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَجْرًا تَأْتِيهِ تِلْكَ الرِّسَالَةُ الغَرِيبَةُ رِسَالَةٌ مِنْ رَقْمٍ مَجْهُولٍ تَقُولُ: لَا تَفْتَحِ البَابَ مَهْمَا حَدَثَ فِي البِدَايَةِ تَجَاهَلَهَا وَلَكِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً القصة: فِي الثَّالِثَةِ تَمَامًا، اسْتَيْقَظَ سَامِي عَلَى صَوْتِ طَرَقَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ عَلَى بَابِهِ أَضَاءَ هَاتِفَهُ لِيَرَى الرِّسَالَةَ ذَاتَهَا: لَا تَفْتَحِ البَابَ مَهْمَا حَدَثَ تَجَمَّدَتْ أَنْفَاسُهُ الطَّرَقَاتُ اسْتَمَرَّتْ، هَذِهِ المَرَّةُ أَصْبَحَتْ أَكْثَرَ عُنْفًا، وَكَأَنَّ أَحَدَهُمْ يُحَاوِلُ اقْتِحَامَ المَنْزِلِ اقْتَرَبَ مِنَ البَابِ بِبُطْءٍ، وَاضِعًا أُذُنَهُ عَلَيْهِ فَجْأَةً، تَوَقَّفَ كُلُّ شَيْءٍ صَمْتٌ مُطْبِقٌ أَمْسَكَ مِقْبَضَ البَابِ بِيَدٍ مُرْتَعِشَةٍ، وَعِنْدَمَا اسْتَدَارَ لِيَنْظُرَ مِنَ العَيْنِ السِّحْرِيَّةِ رَأَى نَفْسَهُ يَقِفُ فِي الخَارِجِ، يُحَدِّقُ بِهِ بِابْتِسَامَةٍ مُخِيفَةٍ ارْتَجَفَ سَامِي، تَرَاجَعَ خُطْوَةً لِلْخَلْفِ، وَلَكِنَّ البَابَ انْفَتَحَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ وَمَا حَدَثَ بَعْدَهَا لَا أَحَدَ يَعْرِفُ، لِأَنَّ سَامِي لَمْ يَظْهَرْ مُنْذُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ هُنَاكَ أَشْيَاءٌ فِي الحَيَاةِ لَا يَجِبُ تَجَاهُلُهَا، خَاصَّةً عِنْدَمَا تَكُونُ غَرِيبَةً أَوْ غَيْرَ مُفَسَّرَةٍ الفُضُولُ قَدْ يَقُودُنَا أَحْيَانًا إِلَى أَمَاكِنَ لَا رَجْعَةَ مِنْهَا لِذَلِكَ، اسْتَمِعْ دَائِمًا لِتَحْذِيرَاتِ الغَرِيزَةِ، وَلَكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّ بَعْضَ الأَبْوَابِ يَجِبُ أَنْ تَظَلَّ مُغْلَقَةً لِلْأَبَدِ