خصلة دعاء تُطوي العالم في ثوبٍ من قطنٍ عطَنتهُ الشمس تخبئ الغيم في طرفِ ثوبِها وترقِّع السماء كلَّ صباح بخيطٍ من دعاء حين تجفُّ الأرض تسقيها بنبضها تبلِّل العطش بأُغنيةٍ قديمة ورجفةٍ من حنينٍ علَّقته على صدرِ الوقت تحمل البيوت كما تُحمل الأجنة تزرع خطواتها فوق ترابٍ هشّ تخشى أن ينكمش الهواء فتذبل الأرواح الصغيرة الصبر عندها طبخة سرِّية تُخلط فيها المواجع والبهارات يختبئ البكاء خلف دخانِ البصل كأنَّ القدر يبكي سرًا حديقتها حُفَرها الضحك والنعناع يُصرُّ على الخضرة رغم ملوحة التراب ويرفض الانكسار اليد التي كوت الشقوق تعلم أن الحياة تُعاد دومًا من رمادِ الوجع بخيوطِ الحب التي لا تُرى في عروقها جدَّةٌ لا تنام تنسج الليل من تنهّداتها وتبثّ للقمر أمانًا لا يُطفئه السهر! وجهها، خريطة كل خطٌّ فيها دربٌ للنجاة ضحكتها ليست فرحًا بل سرَّ الحياة في وجهِ العواصف تخرجك من صدعِ الألم بيدينٍ مملوءتين بالقهوة والحكاية وإن سقطت ينحني الحزن خجلاً إلى جانبها! وإذا مشت تنسحب الأرض خلف خطواتها! فتتراجع الرصيفات وتفتح الشمس قلبها لتُمررها بخفةِ نهرٍ غنَّى له النخيل أمٌّ، تربط الحياة في خصلةِ شعر تُحكم الغياب في ملعقة ملح تُطعم الدعاء للزمن كي لا يجوع هي أكثر من امرأة هي بيت لا تهدمه رياح الغياب وصمتٌ يعرف كيف يُنقذ العالم دون ضجيج