كلمة رحمة واحدة قد تغير حياة بأكملها

فِي إِحْدَى أَمْسِيَاتِ أُكْتُوبَرَ الْبَارِدَةِ، كَانَ رَجُلٌ ثَرِيٌّ يَجْلِسُ وَحِيدًا فِي مَطْعَمٍ فَاخِرٍ بِمَدِينَةِ شِيكَاغُو وَبَيْنَمَا كَانَ يَسْتَعِدُّ لِتَنَاوُلِ طَعَامِهِ، اقْتَرَبَتْ مِنْهُ طِفْلَةٌ صَغِيرَةٌ حَافِيَةُ الْقَدَمَيْنِ، يَمْلَأُ عَيْنَيْهَا الْجُوعُ وَالْخَوْفُ، وَقَالَتْ بِصَوْتٍ مُرْتَجِفٍ: سَيِّدِي هَلْ أَسْتَطِيعُ أَنْ آكُلَ مَعَكَ؟ تَوَقَّفَ الرَّجُلُ لَحْظَةً، ثُمَّ ابْتَسَمَ وَأَشَارَ لَهَا بِالْجُلُوسِ، وَقَدَّمَ لَهَا طَعَامَهُ وَكُوبًا مِنَ الْحَلِيبِ الدَّافِئِ رَاحَتِ الطِّفْلَةُ تَأْكُلُ بِبُطْءٍ، وَكَأَنَّهَا تَخْشَى أَنْ يَخْتَفِيَ الطَّعَامُ فَجْأَةً وَبَعْدَ أَنْ أَنْهَتْ، سَأَلَهَا عَنْ عَائِلَتِهَا، فَحَكَتْ لَهُ حِكَايَةً حَزِينَةً عَنْ أَبٍ غَائِبٍ، وَأُمٍّ مُتَخَلِّيَةٍ، وَجَدَّةٍ رَاحِلَةٍ تَأَثَّرَ الرَّجُلُ بِكَلِمَاتِهَا، وَتَذَكَّرَ طُفُولَتَهُ الصَّعْبَةَ حِينَ ذَاقَ هُوَ الآخَرُ بَرْدَ الشَّوَارِعِ وَجُوعَ اللَّيَالِي عِنْدَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا وَقَالَ: هَلْ تَرْغَبِينَ أَنْ تَأْتِي مَعِي إِلَى بَيْتٍ دَافِئٍ،