لَطَالَمَا كَانَتْ اَلسَّعَادَةُ حُلْم بَعِيدٍ اَلْمَنَالِ فِي كُلِّ اَلْعُصُورُوَالْأَزَمَنَة فَالْإِنْسَانُ دَائِمًا وَأَبَدًا مُكَبَّلاً بِأَصْفَادٍ مِنْ اِلْتِزَامَاتٍ تَزِيدُ مِنْ صُعُوبَةِ ظُرُوفِهِ، وَتَحْرِمَهُ مِنْ اَلْمُرُونَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ اَلْعَقَبَاتِ اَلْمُتَلَاحِقَةِ لَكِنَّ اَلسَّعَادَةَ لَا تَسْتَحْدِثُ مِنْ فَرَاغٍ، وَكَذَلِكَ لَا تَتَطَلَّبُ مَادِّيَّاتٍ أَوْ أَعْمَالٍ جَلَلٍ، فَأَبْسَط اَلْمَوَاقِفِ وَأَتْفَهَ اَلْمُقْتَنَيَاتِ قَدْ تَصْنَعُ اَلسَّعَادَةُ، وَاَلَّتِي هِيَ، قَبْلُ أَيَّ شَيْءٍ، تَفَاعُلُ اَلْإِنْسَانِ بِالْعَالَمِ اَلْخَارِجِيِّ بَيْدَ أَنَّ اَلِانْشِغَالَ فِي وَتِيرَةِ اَلْعَالَمِ اَلْمَادِّيِّ لَا يَمْنَحُ لِلْأَذْهَانِ وَقْتًا لِلرَّاحَةِ، وَيَحْرِمَهَا مِنْ اَلتَّكَيُّفِ مَعَ اَلْأَحْدَاثِ، مِمَّا يَزِيدُ مِنْ صُعُوبَةِ وَتَعْقِيدِ عَلَاقَةِ اَلْفَرْدِ بِنَفْسِهِ وَبِمَنْ يُحِيطُونَ بِهِ، وَيَزِيدَ مِنْ تَكْبِيلِ اَلْعَقْلِ وَحِرْمَانِهِ مِنْ بُلُوغِ رَاحَةٍ يَتْلُوهَا اَلسَّعَادَةَ