اعتمدت هذه الثورة المجيدة على رصيدٍ نادر التكرار من أبناء الجزائر الذين أبَوا إلا أن يُضحُّوا بكل ما لديهم في سبيل أن تتحرر الجزائر من أيدي المُستعمِر الغاشم، وأن ترفرفَ رايتُها على قممِ أرض الجزائر، فلم تفلح الاتفاقيات ولا المعاهدات ولا البعثات الدبلوماسية في أن تكبِّل هذا المشروع الثوريَ الخالدَ، ولا أن تجعل الجزائر ملكًا لفرنسا بفَرْنَسةِ كلِّ ما هو للجزائر ينتمي، لكن هَيْهَات لتخطيطٍ أن يحجبَ إرادةً فذَّة صهرتْ حديدًا وأذابت جليدًا، وفجرت براكين من تحت الأرض،