لم تكن تلك الليلة المعتمة قد كُتب لها المرور بسلام ، فيبدو أن القدر قد اختار لها نهاية مختلفة وربما فارقة ، إنها الساعة الأولى من ليلة اليوم الأخير من العام الميلادي الفردي ، والليلة الفردية الثالثة من الشهر الهجري الخامس من العام الهجري الفردي ارتجفت اجساد الموتى في قبورهم هلعاً ، شحذت ابصارهم ، صُمَّت آذانهم ، تعالت صرخاتهم ، ارتعدت الفتاة المسكينة من فرط الرعب والذهول وتعلقت في عنقه تدفن وجهها بين ذراعيه ، تتمنى لو تستطيع الاختباء بداخله ، فهي تشعر بهم ، بل وتسمع أصواتهم ، إنهم في كل مكان حولها والفتى قد تجمد مكانه وكأنه تمثال جرانيتي لا يقوى على الحركة ، وال انتظر قليلاً يا عزيزي ، فلم يأتي الوقت بعد لتحبس أنفاسك ، إنني فقط أتخيل معك ما قبل النهاية