الآن نفضت يديَّ من تراب قبرك يا بُنيَّ وعدت إلى منزلي كما يعود القائد المنكسر من ساحة الحرب، لا أملك إلا دمعةً لا أستطيع إرسالها، وزفرةً لا أستطيع تصعيدها ذلك لأن لله الذي كتب لي في لَوْح مقاديره هذا الشقاء في أمرك، فرزقني بك قبل أن أسأله إياك، ثم استلبك مني قبل أن أستعفيَه منك، قد أراد أن يتمم قضاءه فيَّ وأن يجرِّعني الكأس حتى ثمالتها، فحرمني حتى دمعةً أرسلها، أو زفرة أصعِّدها، حتى لا أجد في هذه ولا تلك ما أتفرج به مما أنا فيه، فله الحمد راضيًا وغاضبًا، وله الثناء منعمًا وسالبًا، وله منِّي ما يشاء من الرضا بقضائه، والصبر على بلائه