راقبتها لبرهة، وراقبت حزني إذ ينقشع كسحب ضربتها أشعة شمس صيفية، فتنكشف عن سماء تلوّنت بالبلادة كثير كل هذا الحزن لم يسعه قلبي فتداعى تهاوى كما تهاوت البناية تشظ فلم يخلف أنقاضا بدا وكأنه لم يوجد قط! المجد لي! صرت رجلا بلا قلب هززت كتفيّ، ثم أخذت أنقّل قدمي مبتعدا اخترقت ما تبقى سليما من شوارع الحي المبعثر كمأدبة فرغ منها الآكلون، بينما أخذت عيناي تمسحان المباني المهدمة رجل مهرول حمل دلوا من الماء يسألني أن أعاونه في إطفاء أحد الحوانيت المشتعلة، لكنّي لا أبالي أشلاء الجثث المتناثرة لا تجد من يحملها، توسلت إليّ إحدى النساء أن أعاونها في لملمة ما تبقى من جسد زوجها لكني لا أبالي أطفال ممزقو الثياب ملطخون بالدم يهيمون على جانبي الطريق تقبض طفلة على أصابعي بكفها الصغير، فتلوثها بدم لزج تسألني ذاهلة: ُأين أُمي؟ لكني لا أبالي لقد ماتت إيريني الحبيبة المجد لي! صرت رجلا بلا قلب