يَعْتَمِدُ نَمَطُ الحَيَاةِ الأَمْرِيكِيِّ عَلَى أُسُسٍ تَغْمُرُهَا الفُرَصُ وَالتَّقَدُّمُ، لَكِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنَ التَّعْقِيدِ الحُرِّيَّةُ الشَّخْصِيَّةُ وَالِاعْتِمَادُ عَلَى النَّفْسِ وَالتَّنَوُّعُ الثَّقَافِيُّ كُلُّهَا تُشَكِّلُ جُزْءًا مِنْ تَجْرِبَةِ العَيْشِ هُنَاكَ فِي المُدُنِ الكُبْرَى يَنْشَغِلُ النَّاسُ بِالعَمَلِ وَيَتَنَقَّلُونَ بَيْنَ المَهَامِّ وَالمَسْؤُولِيَّاتِ فِي إِيقَاعٍ سَرِيعٍ لَا يَنْتَظِرُ أَحَدًا، بَيْنَمَا فِي الضَّوَاحِي وَالمُجْتَمَعَاتِ الصَّغِيرَةِ تَظْهَرُ وُجُوهٌ أُخْرَى لِلحَيَاةِ تَرَابُطٌ أُسَرِيٌّ وَرُوتِينٌ هَادِئٌ وَإِحْسَاسٌ بِالِاسْتِقْرَارِ، وَبَيْنَ هَذَا وَذَاكَ تَظَلُّ التَّكَالِيفُ المَعِيشِيَّةُ وَالرِّعَايَةُ الصِّحِّيَّةُ وَفُرَصُ التَّعْلِيمِ مَوَاضِيعَ تُثِيرُ جَدَلًا مُسْتَمِرًّا فَكَيْفَ يَرَى المُهَاجِرُونَ الحَيَاةَ هُنَاكَ؟ وَمَاذَا يُقَالُ عَنْ وَاقِعِ الحُلْمِ الأَمْرِيكِيِّ بَعْدَ تَجْرِبَتِهِ؟