أَنْ تكُونَ مبصرًا فِي مُجْتَمَعٍ مِنْ الْعُمْيَان

أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست خفيفة برعاية سونديلز
روايةُ العمى 

إنّ فَكَرِهَ الْعَمَى الجَمَاعِيّ الَّتِي تبنّاها جُوزِيه ساراماغو فِي رِوَايَتِه لَمْ تَكُنْ جَدِيدَةً فَقَد تحدّث عَنْ ذَلِكَ قَبْلَهُ الْأَدِيبُ الإنكليزيّ هربرت جُورْج ويلز فِي قِصَّتِه أَرْضُ الْعُمْيَان وهي قِصَّةٌ عَن شَابٍ مُبْصِرٍ يَقَعُ في وادٍ للعميان وَيَظُنّ أنّه سَيَكُونُ سَيِّدَهم، ولكنّه يُخْفِقُ ويَفِرُّ بَعْدَ أَنْ كَاد يفْقدُ عَيْنَيْه وساراماغو في رِوايتِهِ جَعَل لِلْأَمْر رَمْزيَّةً أبْعَدَ منْ ذَلِكَ فقد تحدّث عن عَمى الْفِكْرِ وَالثَّقَافَةِ وهو الْجَهْل وَمُوجَزُ الرِّوايةِ أنّ رَجلًا يُصَاب بِالْعَمَى ولكنّه عَمى مِنْ نَوْعٍ مُخْتَلِف فالمُصابُ بِهِ يَرَى الأشْيَاءَ بِاللَّوْنِ الأَبْيَضِ ثمّ مَا يَلْبَثُ هَذَا الدَّاءُ أَنْ يُصيبَ اللِّصَّ الَّذِي سَرَق سيّارةَ هَذَا الرَّجُل وبَعْدَهُ يُصابُ الطّبيبُ ثمّ الْمَرْضَى في عِيَادَةِ الطّبيب وَهَكَذَا يُصاب الْجَمِيعُ بالْعَمَى إلّا امرأةً واحدةً لَم تُصَب  ولكنّها بَعْدَ قَلِيل تُصْبِح تتمنّى أَن تُصابَ بِالْعَمَى لِكَثْرَةِ مَا تُشَاهِدُهُ مِنْ الِانْحِطَاطِ وَالطُّغْيَان وَأعْمَالِ السَّرِقَةِ وَالسَّلْبِ وَالنَّهَب الَّتِي يُمَارِسُهَا الْآخَرُون لِكَسْبِ لُقْمَةِ الْعَيْش وما يُمارَسُ على الشُّعُوب مِن اسْتِبْدَادٍ ودكتاتوريةٍ وغَيْرِ ذلك فَمَا أَصْعَبَ أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ مبصرًا في مُجْتَمَعٍ مِنْ الْعُمْيَان

شكراً لحسنِ استماعكم وإلى لقاءٍ مع روايةٍ جديدة
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي