أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست خفيفة برعاية سونديلز
من رواية النقاب الأزرق للكاتب عبدالحميد جُودَه السَحّار
كانت الشمسُ تبعثُ أنفاسَها الخافتة قبل أن تتواري في جوفِ الأرضِ مُخَلِّفَةً الظلامِ الثقيل، والنسيمُ يَهبُ من النيلِ رخاءً يداعبُ السجفَ الحريري في الردهةِ الخارجيةِ من قَصْرِ كمال بك، والمقاعدُ خالية إلا من الهواء، الذي كان يدورُ كأنما يبحثُ عن وجوهٍ يلمسها في رقة، لينعش الأفئدة الهاجعة في الصدور.
كان اليومُ يوم الخميس، اليومُ الذي طالما دَبّت الحياةُ فيه في القصر، ولكن السكون العميق ران علي كلِ شئ، فالروح السحرية التي كانت تَمْلَؤه حياةً هَجَرَته وتركته بلا روح.
وهتك ذلك الصمت وقعُ أقدامِ إجلال وهي ترقي الدرج في تثاقلٍ مطأطئة الرأس وفي وجهها عبوس، وسارت في الردهةِ فلم تجد أحدا فما عادت علية تهبط من غرفتها لترقب قدوم حسين بعد أن لج في الهجران، وتلفتت فأحسّت وحشةً وانقباضًا فوسّعَت من خطوتِها وصعدت إلي الطابقِ العلوي وقلبها ينزف أسي وحزنا.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى لقاءٍ آخر مع روايةٍ جديدة
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي