أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست خفيفة برعاية سونديلز
نص قصير بعنوان أخلاقُكَ عنوانُك
يقولُ يَحيَى بنُ معاذٍ رَحِمَهُ الله: ( سوءُ الخُلُقِ سيئةٌ لا تنفعُ مَعَهَا كَثرَةُ الحَسَنات، وحُسْنُ الخُلُقِ حسنةٌ لا تَضُرُّ مَعَهَا كثرةُ السيّئات ).
حسنُ الخُلُقِ تاجٌ يُوضَعُ على رأسِ كلِّ مهذّبٍ عَفّ اللّسان، يبرقُ فيخطفُ لُبَّ الأشهاد، ولِمَا لا؟ والخلقُ الحسنُ بضاعهٌ نادرةٌ في هذا الزمان، وسلوكٌ قَلّ أن تَجِدَهُ وأنتَ تسيرُ في دُنيا الناس، وتَتَبَدّى أهميّتُهُ في حديثِ رسولنِا صَلّى اللهُ عليهِ وسَلّم: ( إنّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأخلاق ).
فتَرَاه جَمَعَ رسالتَهُ كلّها في هذا الهدفِ الجميل، (مكارم الأخلاق).
ولقد عاشَ عليه الصلاةُ و السلام. فما رُؤِيَ مِنْهُ غيرُ جمال الخُلُقِ وطهارة القلبِ وعِفّة اللسان، فهو الصادقُ الأمينُ في الجاهلية، نبيُّ الرحمةِ في الإسلام.
إذا أرَدت أن تكون شخصيةً جذّابة، فاعمل دائماً على تهذيبِ أخلاقِك، وهذا يَتَأتّى بالنظرِ المستمرِ في بِنائِكَ الدّاخلي، فإننا قَلّما ننظرُ على الدّاخل، لأنَ الإنشغالَ بعيوبِ الناسِ والتشهيرِ بها والإسقاطِ عليها، لم يَدَع لنا فرصةً في تأمُّلِ بِنائِنا الدّاخلي.
فالأخلاقُ ليست شيئاً يُكتَسَبُ بالقراءةِ والكتابة أو الخَطَابَةِ والدّعاية، فهي درجةٌ تُكْتَسَبُ بالمعاناةِ الشديدة.
كيفَ تَنتَقِلُ من أدنى إلى أعلى، كيفَ تَنْتَقِلُ من الطَراوةِ إلى الصَلابة، والمرءُ في هذا الميدانِ يَصنَعُ نَفْسَه، وهو أدْرَى بما يشتَهِيهِ من كَسَلٍ أو بُخْلٍ أو خَوف، ولا يزالُ يُتابِعُ السيرَ و يُغالِبُ العَقَبَات، حتّى يَتَبَرأَ مِنْ عَمَلِه.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى لقاءٍ آخر مع نصٍ جديد
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي