أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
حلقتنا اليوم بعنوان "تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية"
بعد كل الظروف التي أحاطت بالقضية الفلسطينية عبر الحقب التاريخية المختلفة، كانت هناك نداءات تطالب الفلسطينيين بتحمل مسؤولياتهم إزاء هذا الخطر الداهم، وبات الفلسطينيون بحاجة إلى مؤسسة تمثلهم وتدير شئونهم في مواجهة هذا الإعصار الخبيث الذي يهدد باجتثاثهم.
صدر قرار عن مؤتمر القمة العربي المنعقد في القاهرة بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964م، والقاضي بضرورة إنشاء كيان فلسطيني، بادر أحمد الشقيري، وكان من الشخصيات الوطنية البارزة، إلى بلورة أفكار تتصل بإقامة كيان فلسطيني من خلال الدعوة إلى عقد اجتماعات تمهيدية في الأقطار التي تضم تجمعات فلسطينية لاختيار ممثليهم إلى المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي عقد في القدس في الثامن والعشرين من مايو 1964، وإقامة منظمة التحرير الفلسطينية.
انعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في القدس برعاية الملك حسين ومشاركة كل الدول العربية على مستوى وزراء خارجية باستثناء المملكة العربية السعودية، وقد أقر المؤتمر "الميثاق الوطني الفلسطيني" والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي ختام أعماله أعلن احمد الشقيري ولادة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة للشعب الفلسطيني وقائدة لكفاحه من أجل تحرير وطنه.
وعملت منظمة التحرير الفلسطينية على إنشاء بعض المؤسسات التابعة لها مثل جيش التحرير الفلسطيني، والإذاعة، ومركز الأبحاث، ومكاتب في معظم بلدان العالم، والاتحادات الشعبية الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني.
حدثت تطورات مهمة على الساحة الفلسطينية خلال الفترة الواقعة بين الدورتين الثالثة والرابعة للمجلس الوطني الفلسطيني، ففي هذه الفترة بنهاية العام 1967، تولى يحيى حمودة رئاسة المنظمة بالوكالة بعد أحمد الشقيري، ومن ثم بدأت المنظمة بتكثيف اتصالاتها مع المنظمات الفدائية بهدف دمجها تحت رايتها.
بدء الكفاح المسلح
بعد دخول المشروع الإسرائيلي لتحويل مياه نهر الأردن حيز التنفيذ في صيف 1964 حاول ياسر عرفات تسريع البدء في الكفاح الـمسلح. اتصل بالجزائريين، الذين وعدوه بتدريب مقاتليه، وبالصينيين، الذين أمدوه بالأسلحة. ثم اتجه نحو البعثيين السوريين، وفتحت دمشق أبوابها لعرفات و"فتح" لتصبح سوريا البلد الثاني الذي يستقبل مكتبا لـ"فتح" بعد الجزائر. وتصدرت مسألة التزود بالسلاح اهتمامات ياسر عرفات في هذه المرحلة.
كما أقامت" فتح" سراً عدداً من وحدات تصنيع القنابل الصغيرة في الضفة الغربية. وفي نهاية آب 1964، اجتمع الـمجلس العسكري لـ "فتح" برئاسة عرفات للبحث في انطلاق العمل العسكري، ولم يتمكن عرفات آنذاك من إقناع الحاضرين بوجوب البدء بالكفاح الـمسلح بأسرع وقت ممكن.
ولكن في الاجتماع الذي عقد في عمان لقادة حركة "فتح" تم الاتفاق على بدء الكفاح المسلح بأسرع وقت، وفي نهاية كلمته أمام الاجتماع أطلق ياسر عبارته الشهيرة "وإنها لثورة حتى النصر". وتم تحديد موعداً للعملية العسكرية الأولى "عملية عيلبون"، وكتب عرفات وخليل الوزير بلاغ العملية ووزعاه على صناديق بريد الصحف والمؤسسات الإعلامية والأحزاب في بيروت. وحمل البيان توقيع جهة غير معروفة حينها "العاصفة"، وهي الجناح المسلح لحركة التحرير الوطني الفلسطيني.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.