أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست أقوال مأثورة برعاية سونديلز حلقتنا اليوم من أقوال الأمام عَلِيِّ .
وَمِن كَلامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السَّلَام:
لَا تَكُنْ مِمَّن يَرْجُو الآخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ، وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ لِطُولِ الأَمَلِ، يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ، وَيَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ، يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ، يَنْهَى وَلَا يَنْتَهِي، وَيَأْمُرُ بِمَا لَا يَأْتِي، يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَا يَعْمَلُ أَعْمَالَهُمْ، وَيَبْغَضُ المُذْنِبِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، يَكْرَهُ المَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، وَيُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ المَوْتَ لَهُ، إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِمًا، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لَاهِيًا، يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ، وَيَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ، إِنْ أَصَابَهُ بَلَاءٌ دَعَا مُضْطَرًّا، وَإِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرًّا، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلَا يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ، وَلَا يَثِقُ مِنَ الرِّزْقِ بِمَا ضُمِنَ لَهُ، وَلَا يَعْمَلُ مِنَ العَمَلِ بِمَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ، إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ وَفُتِنَ، وَإِنِ افْتَقَرَ قَنَطَ وَحَزِنَ، فَهُوَ يَخْصِي نَفْسَهُ بِمَا هُوَ أَكْبَرُ، وَيُطَالِبُ إِذَا سَأَلَ، وَيُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ، يَخْشَى المَوْتَ وَلَا يُبَادِرُ الفَوْتَ، يَسْتَكْبِرُ فِي مَعْصِيَةِ رَبِّهِ، وَيَسْتَكْثِرُ غَيْرَهُ، مَا يَسْتَقِلُّ مِن نَفْسِهِ، وَيَسْتَكْثِرُ مِن طَاعَتِهِ، يَسْتَبْطِئُ غَيْرَهُ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ، كَلَامُهُ فِي الأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الفُقَرَاءِ، وَيَكْتَسِبُ مِنَ النَّاسِ مَا لَمْ يُؤْثِرْ، وَيُضَيِّعُ مِن نَفْسِهِ مَا هُوَ أَكْثَرُ، يَتَنَاوَلُ إِذَا سَأَلَ، وَيُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ، يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ، وَلَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ، وَهُوَ بَقَطِعٍ وَيَرْضِي، وَيَسْتَوْفِي وَلَا يَبْنِي.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست أقوال مأثورة برعاية سونديلز.
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.