غسان كنفاني، الثورة وحدها هي التي تواجه الموت

أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز

حلقتنا اليوم بعنوان "غسان كنفاني والرواية الفلسطينية"

أدركت إسرائيل منذ البداية أن غسان كنفاني الروائي والقاص والصحافي والسياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأنه يُشكّل خطراً على روايتها المزيفة؛ فاغتالته المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في  يوليو 1972، بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت، مما أدى إلى استشهاده عن عمر يناهز 36 عامًا، مع ابنة أخته لميس.

وبهذا الاستشهاد، حقق الشهيد غسان كنفاني مقولته: "الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت.. الثورة وحدها هي التي تواجه الموت وتستخدمه لتشق سبل الحياة".. فكان سلاح "كنفاني" قلمه حيث حارب إسرائيل في كتاباته ومقالاته ورواياته، حيث كانت تلك الأسلحة أقوى من أسلحة إسرائيل نفسها.

ولأن القادة الإسرائيليين أدركوا حجم المخاطر التي تتعرض لها روايتهم، فقرروا التخلص من كل رموز النضال الفلسطيني، وأصدرت رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي آنذاك جولدا مائير تعليمات بتصفية غسان كنفاني,

تفاعل كنفاني مع واقع الشعب والمواطنين، فعكست كتاباته مبكراً واقع النزوح واللجوء، فروى في قصة "عائد إلي حيفا" رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا، وكانت تلك القصة من الأحداث التي ظلّت في ذاكرته منذ أن كان طفلاً صغيرا.

أما قصة "أرض البرتقال الحزين" فقد حكت رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية، وكانت صرخة عالية للمقاومة الفلسطينية، و"تُعدُّ أول الأعمال التي غاصت في قلب المخيمات واخترقت قلوب وعقول الفلسطينيين المنكوبين ورسمت أحاسيسهم وانفعالاتهم التي كتبتها دماء ذويهم". أما قصة "موت سرير رقم 12"، فقد استوحاها من مكوثه بالمستشفى بسبب المرض، وقصة "رجال في الشمس" فكانت تحكي حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت وإثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هي تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين في تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلّوا الطريق.

لقد استطاع غسان كنفاني أن يضع الرواية والقصة الفلسطينيتين في أفق الكتابة السردية العربية المبدعة، وعلى صعيد التعبير عن الحكاية الفلسطينية التي أصبحت في كتابته حكاية البشر لا حكاية الفلسطينيين وحدهم..".

شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين

سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.