- مواجهات التعليق الصوتي
- حرب الأيّام الستة1967
- مواجهة #18773
حرب الأيّام الستة1967
21 مايو 2024 11:54 ص
بيانات التحدي
أهلاً بكم مستمعينا في بودكاست فلسطين برعاية سونديلز
حلقتنا اليوم بعنوان "حرب الأيّام الستة1967"
في يونيو 1967، إندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة، التي تمكّنت القوات الإسرائيلية في نهايتها من احتلال سيناء ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية . أطلق الإسرائيليون على الحرب اسم "حرب الأيام الستة"، لأنهم حقّقوا في ستة أيام نصراً عسكرياً ساحقاً على جيوش مصر وسوريا والأردن . وفي العالم العربي باتت تعرف باسم النكسة. ففي الجانب الفلسطيني، مثّلت نتائج الحرب نكسة كبرى، حيث وقع ما تبقّى من أراضي فلسطين التاريخية تحت الحكم العسكري الإسرائيلي، وعلى المستوى الإقليمي، بدت التطلعات السامية للوحدة العربية أكثر بعداً من أي وقت مضى.
عندما قرّرت إسرائيل في سنة 1963 تحويل مجرى مياه نهر الأردن ، لم يكن المناخ السياسي في المنطقة ينبئ باحتمال نشوب حرب، فاقتصر الرد العربي على القرار الإسرائيلي على عقد القمة العربية، القاهرةعام 1964 ، وتبنّي قرار بالتخطيط لتحويل روافد نهر الأردن، وبإنشاء كيان فلسطيني سياسي. بيد أن التوتر راح يتصاعد بسرعة اعتباراً من مطلع سنة 1965، عندما بدأت حركة "فتح " مدعومةً من سوريا بإرسال مجموعاتها المسلحة إلى إسرائيل، وشرعت سوريا والأردن في التحضير لمشروع تحويل روافد نهر الأردن.
شهد ربيع عام 1967 تصاعداً جديداً في حدة التوتر الناجم عن تزايد التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم واسع على سوريا، التي استمرّت في تقديم الدعم لعمليات الفدائيين الفلسطينيين، ووقّعت مع مصر في نوفمبر 1966 معاهدة دفاع مشترك. وفي السابع من أبريل 1967، نفّذت إسرائيل تهديداتها وقامت بالاعتداء على المناطق الحدودية السورية، واشتبكت طائراتها مع الطيران السوري فوق دمشق ، مسقطةً ست طائرات "ميغ 21" سورية.
وأمام تزايد احتمال قيام إسرائيل بهجوم شامل على سوريا، وخصوصاً بعد ورود معلومات من الاتحاد السوفييتي في مايو 1967، تفيد بأن إسرائيل تحشد قواتها على طول الجبهة السورية، أعلنت الحكومة المصرية وضع قواتها المسلحة في حال تأهب، وطالبت في اليوم التالي بانسحاب قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة التي أنشئت عقب حرب عام 1956 من شرم الشيخ وغزة، كما قررت إغلاق مضيق تيران عند مدخل خليج العقبة إلى البحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية.
انضم الأردن إلى معاهدة الدفاع المشترك بين مصر وسوريا، بعد أن تيقّنت حكومته من أن الحرب باتت وشيكة. في هذه الأثناء، أُعلِن في إسرائيل تشكيل حكومة "وحدة وطنية" شارك فيها لأول مرة مناحيم بيجن زعيم حزب حيروت اليميني. وبينما كانت إدارة الرئيس الأميركي ليندون جونسون تدّعي في العلن سعيها إلى تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط ، وتحثّ الرئيس المصري جمال عبد الناصر على "تجنب أعمال القتال"، كانت تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة الحديثة وترسل إليها الإشارات بأنها لن تعارض هجوماً تشنه قواتها على مصر بهدف تدمير الجيش المصري وهزّ مكانة عبد الناصر القيادية في العالم العربي وإضعاف نفوذ الاتحاد السوفييتي في المنطقة سياسياً وعسكرياً.
صبيحة الخامس من يونيو 1967، شنّت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على سلاح الجو المصري، ونجحت طائراتها خلال ساعتين فقط في تدميره بالكامل تقريباً وإعطاب مدرجات المطارات المصرية. وكانت المعارك في الضفة الغربية قد ترافقت مع حركة نزوح واسعة للسكان، وخصوصاً من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في وادي الأردن ، كما حاول فلسطينيون من قطاع غزة النزوح نحو الضفة الغربية للانتقال منها إلى الأردن. وفي هضبة الجولان، قامت القوات الإسرائيلية بطرد السكان العرب بمعظمهم.
لقد كان وقع الهزيمة قاسياً بشكل خاص على الرئيس جمال عبد الناصر، الذي أعلن في خطاب وجّهه إلى الشعب المصري أنه يتحمّل وحده مسؤولية الهزيمة، وأنه سيستقيل بالتالي من منصبه. بيد أن التظاهرات التي اندلعت في شوارع المدن المصرية على مدى يومين، أجبرته على التراجع عن استقالته، ليتوجّه بعدها إلى محاولة رصّ الصف العربي، فتكللت جهوده في نهاية أغسطس 1967 بانعقاد القمة العربية، بالخرطوم ، بغياب سوريا. وشهدت القمة مصالحة بين عبد الناصر وبين الملك فيصل ، ملك السعودية ، إثر الاتفاق على سحب القوات المصرية من اليمن ، وكان من نتائجها موافقة كلٍّ من السعودية والكويت وليبيا على تقديم مساعدات مالية كبيرة إلى مصر والأردن.
وبعد تهديد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري بالانسحاب منها، احتجاجاً على ما سماه باستعداد الدول العربية لـ"خيانة" القضية الفلسطينية، أقرت قمة الخرطوم في نهاية أعمالها، في سبتمبر 1967، "بيان الخرطوم"، الذي أكّد عزم الدول العربية على التحرك بصورة جماعية من أجل تأمين انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية التي احتلتها وذلك "على قاعدة المبادئ المعترف بها من الدول العربية كافة، وهي: لا سلام مع إسرائيل ولا اعتراف بإسرائيل ولا تفاوض مع إسرائيل، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه".
وبعد خمسة أشهر من المداولات، توصّل مجلس الأمن إلى القرار رقم 242، الذي اقترحه مبعوث بريطانيا ، والذي أكّد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب في مقابل إنهاء حالة العداء والاعتراف بحق جميع دول المنطقة في العيش بسلام ضمن حدود آمنة، وبحرّية الملاحة في قناة السويس وخليج العقبة، وتحقيق حل عادل لمشكلة اللاجئين.
شكراً لحسنِ استماعكم وإلى حلقة أخرى من بودكاست فلسطين
سونديلز منصةُ التعليقِ الصوتي.